الأحــد بعـــد رفـــع الـصـلـيــــب – يوم الكاتب العكاري
كلمة الراعي
الكلمة التي ألقاها سيادة راعي الأبرشية
في يوم الكاتب العكاري
“ من أجل ذلك كل كاتب متعلم في ملكوت السماوات يشبه رجلاً ربّ بيت يخرج من كنزه جدداً وعتقاءً ” (مت52:13)
هكذا قال الرب يسوع المسيح لتلاميذه بعد ان كلمهم بأمثال عديدة لكي ينقل اليهم ما يساعدهم ان يفهموا ما كان يقوله لهم.
فذكرهم أولاً بمثل الزارع كيف ان الكلمة الالهية يجب ان نعدّ لها أرضاً جيدة لكي تعطي الثمار اليانعة، وانتقل بهم الى مثل الزوان الذي زُرع في وسط الزرع الجيد والعين الساهرة لاحظت الزوان المزروع من العدو لكن حكمة رافقتها وأدت الى الحذر من اقتلاع الحنطة مع الزوان والصبر الى يوم الحصاد لكي يُفصل جيداً الزرع الجيد ويُجمع في المخزن حيث يستفيد منه الناس. وبعد ذلك كان مثل الخميرة التي أخذتها امرأة وخبأتها في ثلاثة أكيال من الدقيق، فاختفت الخميرة عن الأنظار لكنها خمّرت الجميع، الى ان تابع الرب كلامه عن كنز مخفى في حقل وجده انسان ومن فرحه مضى وباع كل ما كان له واشترى ذلك الحقل لكي يحصل على الكنز الذي فيه ومن هذا الى مثل اللؤلؤة الحسنة التي من أجل شرائها باع تاجر كل ما كان له حتى وصل الى مثل الشبكة المطروحة في البحر والجامعة من كل نوع لكن الصيادين بعد ان أصعدوها ميّزوا بين الجيد منها فجمعوه وبين الرديء منها طرحوه خارجاً.
أيها الأحباء،
اجتماعنا هذا يضعنا أمام تحقيق هذه الأمثال التي وردت على لسان السيد في الكتاب العزيز. التقينا لكي نضع أمامنا أتعاب أولئك الذين تعلموا لكي يعلّمونا والذين اذخروا من الكنوز الجديدة والعتيقة لكي يفيدونا منها…
نحن أمام كنوز للكلمة فهل نلتفت اليها؟
جهود جبارة بُذلت وتبذل من أحباء كرسوا أنفسهم لخدمة الكلمة بكل ما تقتضي الكلمة من عناء لتنقيتها من الزوان العقلي ولإعداد الأرض الصالحة لها وتحملوا تضحية الخميرة التي تُعَرَّض للاختناق في العجين الذي تُخفى فيه وعوض ان تجازي الاختناق بانتقام مميت تحاول ان تقاوم الاختناق الذي تتعرض له فتعطي ما ينقل العجين من مرحلة لا يمكن ان يصلح فيه الى خبز يشدد قلب الانسان.
كتّاب باعوا من أجل الكلمة كل ما كانوا يملكونه لكي نحصل نحن على الكنز المخفى في عقول بشرية ملهمة من الله وعلى لآلئ فكرية روحية تحيي روح الرب في الانسان المخلوق على صورته الالهية الكلية الجمال بل السامية في جمالها على كل ما نستطيع ان نتصوره في آفاق أرضنا هذه.
شكراً لرعاية وزارة الثقافة والتعليم العالي ونحن نعرف ان هذه الرعاية ليست الأولى في تاريخ وجودها الحديث ولن تكون الأخيرة في هذا المضمار ان شاء الله الذي عليه نتكل.
شكراً لمدير المدرسة الوطنية الأرثوذكسية ورئيس لجنتها الثقافية لما تقوم به من نشاطات محيية للمنطقة بل للبنان عامة.
شكراً لكل الكتّاب العكاريين الذين نفتخر بهم حقاً لأنهم يخرجون بعون الله من كنوزهم جدداً وعتقاءً.
كان الله بعونكم جميعاً وبارك أعمالكم بنعمته القدوسة. آمين.
مطران عكار وتوابعها
+بولس
نشرة البشارة
العدد 38 – في 17/9/1995