خبر حركيّ 8 – 2015

mjoa Friday October 16, 2015 116

خبر حركيّ 8 – 2015
ببركة غبطة البطريرك يوحنا العاشر افتتحت حركة الشبيبة الارثوذكسية  مؤتمرها العام السادس والاربعين. فترأّس غبطة البطريرك صلاة الغروب التي أقيمت في دير سيدة البلمند مساء الجمعة 9 تشرين الأول 2015 وشارك فيها لفيف من السادة الأساقفة والآباء الكهنة والأمين العام للحركة والأمناء العامين السابقين ورؤساء المراكز والفروع ووفود المراكز الحركيّة الى المؤتمر.    

soura-tezkaryeh1بعد الصلاة انتقل المشاركون الى معهد القديس يوحنا الدمشقي حيث عقدت الجلسة الافتتاحية برئاسة غبطته. بداية تحدّث الأمين العام رينه أنطون شاكراً غبطته على رعايته عمل الحركة “أخاً وأباً وقائداً معلّماً في المسيح”. ونوّه الأمين العام بسرّ الأخوّة في الكنيسة “كأسمى وجوه خدمة يسوع وأحلاها”. وإذ عبّر الأخ رينه عن الفرح الكبير عمّا أسفرت عنه اجتماعات المجمع المقدّس هذا العام من انتخاب سيادة الأسقف سلوان (أونر) راعياً لأبرشية الجزر البريطانية وتوابعها والارشمندريت يونان (الصوري) راعياً لأبرشية زحلة رجى أن يمتدّ عطر الانجيل الذي فاح من هذه المحطّات، وغيرها قبلاً، فلا يحكم الكنيسة، بعد اليوم، “غير سفراء السماء وإن حملوا الكنز في أوان خزفية”. وتوجّه الأخ رينه الى صاحب الغبطة قائلاً: ” نعلم أن ما من شأن يفرح الله بكنيسته ويقوّي رجاء الشعب فيها إلا وانتصب في ضميركم همّاً، وأولوية. ونعلم، تمام العلم، كم يواجهُكم في سعيكم، وكلّ المخلصين لقضيّة الربّ، الى جعل هذه الهموم واقعاً معاشاً، وكمّ يحتاج حُكم الكنيسة بالاستقامة والحبّ من تعب ورويّة وحكمة وتدبير. غير أن هذا لا يمنع أن نرفع اليكم، رجاءنا بأن يصبّ هذا الجهد، هذه الحيويّة الكنسية الأنطاكية التي انطلقت مع انطلاق عهدكم، في خدمة توق كلّ المخلصين للاقتراب من كنيسة يشتاقون اليها في كلّ محلة ورعية، كنيسة الانجيل.
نعم سيّدي، كنيسة الانجيل، الراعية الحاضنة الحاضرة في ضمير كلّ فقير وبسيط وشخص وبيت وعائلة. التي تفيض ثقةً بأبنائها، عموماً، وشبابها خصوصها، راجيةً حرّيتهم ومشاركتهم المواهبيةً في رحابها، لا منّة من رعاتها عليهم، بل إيماناً بقدراتهم ومسؤوليتهم فيها ومعها عن كلّ شأن يعني جسد المسيح الواحد. الكنيسة التي تسقي وحدتها بالدم، فلا شرذمة فيها، ولا خروج عن طاعة، ولا ما يجرح من فقر في مكان وُيتخم من غنى وترف في آخر. الكنيسة التي لا تقيم حساباً لغير الربّ في مساءلة كلّ أبنائها ورجالها، كلّهم، عما يجرح فيهم بهاء السيّد وضمير الجماعة. الكنيسة التي ليس فيها من يشيطن العالم الذي حلّ ربّها فيه، والتي تعوم في شهادة وانفتاح مستلهَمين من يديه الحاضنتين للكون على الصليب. الكنيسة التي يعرفها الناس داعية عدل وحرّية انسانية، تلفظ العنف والعنف المضادّ كما الانغلاق والتعصّب والتكفير، هذا المستشري اليوم في بعض بلداننا ورعايانا دون حسيب أو مساءلة أو رقيب”.
بعدها تحدّث غبطة البطريرك الى المجتمعين معرباً عن فرحه  بهذا “اللقاء العائلي” ومتمنّياً للمؤتمر النجاح ومصارحاً  الحضور ببعض الهموم المطروحة أمام كنيسة أنطاكية اليوم ومنها الحرب في سوريا وتداعياتها الكبيرة جداً على الجميع. وإذ عبّر غبطته عن أهميّة وضرورة تعاون الكلّ لمواجهة هذه الهموم والنهضة بالكنيسة وأبنائها الى حيث نرجو جميعاً، رسَم خارطة الطريق الى هذا النهوض مشددّاً على ركائز ثلاث هي معرفة الذات واصلاح السيرة والثقة والمحبّة. وفي سياق توسّعه في شرح هذه الركائز شدّد غبطته على أن غياب معرفة الذات يقود الى الاعتزاز بالنفس والانتفاخ ويغذّي الذهنية الفردية بحيث يقود الى التصادم بين أبناء الكنيسة. وبعد أن أوضح أن ارتباط الأبناء بالآباء في الكنيسة هو ارتباط بالمسيح يسوع دعا الى اقتناء المعطيات في القضايا الكنسية المطروحة قبل الحكم، اعلامياً في بعض المواقع، على تعاطي القادة في الكنيسة معها مشدّداً على أنه “لا تهمّني الكتابات، بل يهمّني أنتم”. وفي هذا الاطار أوضح غبطة البطريرك كيفية تعاطي الكنيسة مع قضيّة خطف المطرانين بولس ويوحنّا والجهود والاتصالاات الكثيفة التي واكبتها وما زالت وما يقتضيه هذا التعاطي من حكمة  وهدوء وعدم الانجرار نتيجة غضب وما شابه. كذلك عرض غبطته الجهود والاتصالات والرسائل التي وجهت الى جميع المعنيين في قضية قطر والاجتماعات مع الكنائس الأخرى التي سبقت قرار قطع الشركة مؤكّداً “أننا ننشد المحبّة، نحن لم ننشد قطع الشركة لكنّ كان لا بدّ من قرار لحفظ الشعب والكنيسة”. وبعد أن  ذكّر غبطته بأننا جميعاً مدعوّين أن نحيا المسيح الذي لبسناه في سرّ المعمودية، أن نصبح من معدن المسيح وأن ننمو بالنعمة والقامة الى ملء قامته، ودعا الى اللملمة والتعاضد مع بعضنا البعض ليعطينا الربّ، بالروح القدس، أن نخدم جسده وشعبه ختم حديثه الى المؤتمرين بالقول: “من منّا لا يتمنى أن تتطهّر الكنيسة غداً. لكنّ الكنيسة تتطهّر يوم يتطهّر أبناؤها، والتطهّر سبيله التوبة ومن يتوب يتّضع. كلّنا نخضع للمسيح والطاعة هي للربّ.. أنا، كرئيس كهنة، مدعوّ أن  أخضع للأنجيل الذي يوضع فوق رأس الأسقف في رسامته، وأستلهم هذا الانجيل مصدر وحي لي. رسالتنا جميعاً يا أحبّة هي أن نذوب حتى نور المسيح ينير الجميع، واذا تكلّمنا فلأجل البنيان بالنعمة والخدمة”.
بعد اختتام الجلسة الافتتاحية تحلّق الجميع حول غبطته في مائدة محبّة دعاهم اليها ثم انتقلوا الى دار سيدّة الجبل حيق انعقدت سائر جلسات المؤتمر.
استمع المؤتمر الى حديث الأمين العام الذي طال جوانب العمل الحركيّ باصعدته المختلفة. وقد صارح الأخ رينه الأخوة بما خبره على الصعد الارشادية والتربوية والرعائية والشهادية من صعوبات وانجازات مقترحاُ لكلّ من هذه الأصعدة ما يساهم في دفع العمل الحركي الى الأمام. وبعد نقاش مطوّل اتخذ المؤتمر ما رآه مناسباً من قرارات. كذلك ناقش المؤتمرون التقرير المالي وتقرير عن عمل هيئة الطوارئ الاجتماعية التي فاقت قيمة تقديماتها مبلغ المئتيّ الف دولار امريكي ونيف، وسرّهم أن يعاينوا بوادر العمل الحركيّ في الخارج عبر أفلام قصيرة تحدّث فيها عدد من الأخوة المعنيين بهذا العمل في أكثر من مكان. وقد توقّف المؤتمرون طويلاً عند الأزمة السورية وتداعياتها المؤلمة على جميع المواطنين وعلى أبناء الكنيسة والعمل الكنسيّ عبر تقارير من رؤساء المراكز،  وتعزّوا كثيراً بحجم حضور الأخوة في سوريا وسط الام مجتمعهم وحاجاته في ظلّ  هذه الأزمة وأفرحهتهم فعالية هذا الحضور على الصعيدين الرعائي والاغاثي واطلّعوا على الحاجات الرعائية وغيرها التي ينشدها المؤمنون من الجماعة الكنسية. كذلك انتخب المؤتمرون الأخ فادي نصر أميناً عامّاً للحركة خلفاً للأمين العام رينه أنطون الذي انتهت مدة ولايته مع انتهاء أعمال المؤتمر. بعد الانتخاب أعرب الأخ رينه عن فرحه  بكون الحركة تتجدّد بتجدّد قياداتها، وأشاد بمزايا الأخ فادي الذي يتمّتع بروح رسولية مشهود لها وبحسّ الخدمة ورعاية الأخوة بشكل نافر. كما تحدث الأمين العام الجديد فدعا الأخوة جميعاً الى التعاون لخدمة هذه المسيرة ملتفتاً الى من سبقنا في هذا الجهاد من كبارنا ومن الذين انتقلوا عنّا شاكراً الأخ رينه على ما بذله من جهود خلال حقبة قيادته الطويلة للحركة.
نوافيكم قريباً بقرارات المؤتمر وتوصياته.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share