كلمة معايدة من الأمين العام «فادي نصر» في ميلاد 2015

mjoa Thursday December 24, 2015 225

mjo-profileميلاد مجيد،

“وكان في تلك الناحية رُعاةٌ يبيتون في البرّية، يتناوبون السهر في الليل على رعيّتهم. فظهر ملاكُ الرب لهم وأضاء مجدُ الرب حولهم. فخافوا خوفًا شديدًا، فقال لهم الملاك: لا تخافوا، ها أنا أبشّرُكم بخبرٍ عظيم يفرح له جميعُ الشعب. وُلد لكم الْيَوْمَ في مدينة داوود مُخلّصٌ هو مسيحُ الرب. وظهر مع الملاكِ بغتةً جمهور من جند السماء يسبّحون الله ويقولون: المجد لله في العُلى وفي الأرض السلام وفي أناسٍ المسَرة.”(لو٢:٨-١٤)

المولود على الصليب أتى ليرفع المسحوقين والمتروكين في العالم. تماهى معهم. بذل نفسَه حُبًا. فهل ممكن أمام كلّ هذا الحب أن نبقى خارجين عنه. هل ممكن مع معلم المحبة الكاملة والمطلقة أن لا نكون تلاميذَ له؟

ولادتُه فينا تعني قهرنا للخطيئة. هذا هو الفرح. أحبب، تصير وتكون في هذا العالم جديدًا.

سأل مرّةً صحافيٌ الأم تريزا ماذا يمكننا أن نفعل لكي نغيّر العالم، ونغيّر الكنيسة؟ قالت له علينا فعل أمرين، يجب عليّ أنا أوّلًا أن أتغيّر، وثانيًا أنت أن تتغيّر، حينها يتغيّر العالم. هذا هو التحدي، أن نتغيّر لنُصبح إلهيين.

“الكلمة صار بشَرًا، والسيّدُ اتّخذ صورة عبد. لقد صار الكلمةُ ابنَ الإنسان وهو إبنٌ حقيقيٌّ لله كي يجعل أبناءَ البشر أبناء الله” (القديس يوحنا الذهبي الفم).

عجزُنا عن تحقيق ألوهيتِنا-إنسانيتِنا جعل العالمَ يطرحُ نظريّاتٍ لتحقيق العدالة، لأننا لم نكن أمناءَ للدعوة. يجب علينا في الحركة اليوم، وكل يوم أن نسعى، ليس فقط لتحقيق العدالة، بل أيضًا لنجعل الحب سائدًا في العالم. لنمسح من كلِّ عينٍ كلَّ دمعة.

السعي ليس فقط لنحتفل بالميلاد في بيوتنا مع عائلاتِنا أو منظمات الطفولة أو فرق الشباب في الفروع. السعي هو أن نجعل العالمَ مدىً لحبّنا وهذا نحققُه كلّ يوم بأبسط الأمور إن كانت فيها المحبة كبيرة. ليس الأهم أن نزَيّن بيوتَنا وكنائسَنا بالشجر. أستأذن من أبٍ عزيزٍ قالها مرةً: “إنهم يُلبسون الشجر والناسُ عُراةٌ”. المهم أن نكون نحن أشجارًا، أشجارًا جذورُوها في السماء، ثمارُها على الأرض. أشجارًا بالمقلوب لكن ثمارها من القلوب للقلوب. كيف نبقى ثابتين وتكون قلوبنا و أرجلنا وأيدينا تعمل بلا كلل، كيف نثبت هنا ولا نهاجر والذين هجروا أن يساعدوا حسب قدرتهم؟ من المؤكد أننا سنعيد طرح أفكار كثيرة تجيب عن هذه الأسئلة كلّها.

إخوتي، العمل كبير لكن الله أكبر، البؤس كثير لكن أملَنا بالله أكثر وهو أكبر من كلّ المِحن. نحن المجبولين من ترابٍ ونور إتكالُنا عليك يا رب. إتكالُنا عليك أن تداوي العالم بحبّك المسفوك. هذا هو الطريق، وهذا هو الدواء. دُلّنا إليه، علّمنا إياه. أعطنا أن نثبُت على دربك، أنت يا من شرفتنا أن نعمل معك.

ميلاد مجيد وكل عام وأنتم بخير!

الأمين العام فادي نصر.

 

 

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share