أيها الرب الهنا بالمجد والكرامة كللهما- المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday April 26, 2016 599

أيها الرب الهنا بالمجد والكرامة كللهما- المطران بولس (بندلي)
نتلفظ  بهذه الكلمات عندما نبدّل الاكليلين فوق رأسي العروسين.
فهل نفكر بمعناها؟ هل نعي ماذا تقوله لنا؟
انها تضرع الى الله أن يكلل العروسين ولكن بأي اكليلين يكللهما؟ هناك أكاليل تذبل -هل نعي أن الاكليلين الموضوعين على رأسي المقترنين بسر الزواج المقدس أمام الله وبشهادة الجماعة المؤمنة، هما اكليلان يجب الا يذبلا كونهما مدعويّن أن يصبحا اكليلي مجد ليس من أرضنا هذه حيث يفنى كل شيء ولكن من عالم آخر يدخلانه اذا قبلاه بجهاد المحبة فيحمل كل واحد منهما صليب الآخر المصلوب عليه “رب المجد”.

يا أحباء، اكليل هذا العالم هو للزينة، بينما الاكليل الموضوع على هامة كل من العروسين هو عربون اكليل الشهادة الذي سوف يتوج هامتيهما في نهاية مطاف هذا العالم عندما سيقفان أمام الرب وعساهما حينئذ أن يرددا كلمة بولس: “جاهدت الجهاد الحسن، حفظت الايمان، أتممت السعي، لذلك اكليل المجد معد لي”.
كم يجدر بنا عندما نسمع هذه الكلمات أن ننتقل بالفكر والتصرف من عرس في اطاره البشري الى عرس الهي يفوق ببهائه كل تتطلعاتنا الأرضية.
كم يليق بنا ونحن مدعوون على الدوام الى وليمة العرس الالهي، الى الاتحاد بختن الكنيسة (أي عريسها) أن نتهيأ بالتوبة للدخول الى الخدر السماوي ولو كنا متأكدين أننا غير مستحقين لذلك كوننا لا نرتدي لباس العرس ولكننا واثقون أننا اذا رجعنا اليه بصدق -هو- أي الحَمَل الذبيح، ينقينا من كل نجاسة فيؤهلنا للدخول مع العذارى العاقلات اللواتي حاولن أن يبقين زيتاً في آنيتهن لكي يستقبلن من يأتي اليهن في نصف الليل فيدخلن معه متكلات على أن نور العالم لن يدع مصابيحهن تنطفئ.
فإذا ما دخلنا الى قدس الأقداس يمجدنا الابن بالمجد الذي كان له عند الآب من قبل كون العالم…
هل نعي دعوة الله لنا أن ندخل هذا المجد الحقيقي؟
هل نقبل بأن المجد الالهي المعطى لنا يفوق كل بهاء على أرضنا هذه؟
هل نرتضي اذا ما رأينا الأكاليل تتبدل فوق رأسي العروسين بأن تتجاوز ذهنيتنا الأمور الأرضية كي نرتقي الى ما هو أسمى وما هو أبهى من كل ما نراه على أرضنا هذه؟
اننا مدعوون أن نتأمل بصدق بهذه الأمور لكي تكلل حياتنا بإكليل المجد الذي لا يذبل أبداً بل تتجدد نضارته وينصع بياضه ويسطع بهاؤه فيصل بنا الى “ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على بال بشر وهو ما أعده الله للذين يحبونه”.
الا أهلنا الله القدوس الى هذا الاكليل الذي لا يذبل أبداً. آمين.  

مطران عكار وتوابعها
+ بولس
العدد 36 – في 7 أيلول 1997
الأحـــد قبل رفع الصليب

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share