تأمل بمناسبة الحفل التكريمي للمربي الفاضل الأستاذ ابراهيم عبود ديب – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday May 17, 2016 178

تأمل بمناسبة الحفل التكريمي للمربي الفاضل الأستاذ ابراهيم عبود ديب – المطران بولس (بندلي)
تأمل بمناسبة الحفل التكريمي الذي أقامه رئيس وأعضاء مجلس رعية تلعباس الغربي للمربي الفاضل الأستاذ ابراهيم عبود ديب مدير مدرسة تلعباس الرسمية لبلوغه السن القانونية
  ولما بلغ أبرام التاسعة والتسعين تراءى له الرب وقال: “أنا الله القدير! أسلك أمامي وكن كاملاً فأجعل عهدي بيني وبينك وأُكثّر من نسلك جداً” (تكوين 1:17-2).
ان هذا الكلام الموجّه من الله لأبرام الذي سيغيّر اسمه في الآيات التابعة ليصبح ابراهيم أي الأب لأمم كثيرة، هذا الكلام الموجه الى ابن التاسعة والتسعين لم يكن كلاماً فارغاً، انما هو كلام يؤكد فيه الله القدوس أن لا شيخوخة عند أولئك الذين يضعون رجاءهم عليه وهو القدير على كل شيء. الشرط الوحيد لتحقيق “الشباب الأبدي” هو أن يسلك الانسان “أمام الله” أي أن يتصرف بوجدانه الكامل الذي ينيره الله وحده غير عابئ بما يصنع به “الدهر” أو “الانسان” الذي كثيراً ما ينجذب الى أهوائه فيضيّع معنى انسانيته.

الأستاذ ابراهيم ديب الذي تكرمه الرعية المباركة وانني أبارك خطوتكم هذه وافتخر بها، هذا الانسان عرفناه في سعي دائم لا يعرف الكلل ولا الملل ان يسير أمام الله بضميره الحي الذي تشهدون له جميعكم ولسان حاله الدائم: الرب عوني فلا أخاف مما يصنع به الانسان. فعندما كان ساكناً في طرابلس عرفتموه آتياً كل يوم ليؤمّن سير المدرسة في بلدتكم الطيبة غير مبال بالأخطار الأمنية، التي لم تكن وهماً كما نتذكر جميعاً بل كانت قاسية الى حد بعيد، واذ به في ممارسة للادارة كان ظرفها شاقاً جداً لم يعرف فيها المساومة ولم يقبل بتجربتها، مع انها كان ينادى بها في تلك الأيام المأساوية انها “أهون الشرين” وكأن المرحوم أباه عبود، وكان آنذاك على قيد الحياة، كأنه في توجيه صميمي لا يعرف حسابات هذا العالم الرخيصة جداً، كان يقول له ولاخوته ولأبنائهم وأبناء أبنائهم، عين الله ساهرة علينا، لا نخف بل لنسر ساعين بقدر طاقتنا البشرية أن نحقق الكمال المطلوب متكلين على الرب الذي لن يتركنا أبداً.
أيها الأستاذ الحبيب، يا مربي الأجيال ان الله الذي أقام العهد بينه وبين سميّك أبي الآباء وعبره أقام العهد بينه وبين البشرية جمعاء وحقق هذا العهد في الرب يسوع المسيح العهد الجديد الذي سُفك من أجله الدم المهراق على الصليب، ان الله الذي “بارك” ابراهيم هو يباركك مع عائلتك وكل المختصين بك -ندعو أن يقويك الله في ايمانك الثابت وأمانتك الصامدة وليدة هذا الايمان- فان كان تقاعد ما يجري في الخدمة الوظائفية نحن واثقون أن أمانتك ومحبتك لن تتقاعدا أبداً.
انك سلمت المشعل الى أمين لمبادئك التي سرت عليها بكل محبة وحزم وفي الرعية المصلية الملتئمة حول كاهن رعية أمين جداً يعاونه مجلس رعية على قدر المسؤولية المعهودةبه -الا قواكم الله جميعاً لتسعوا أن تسيروا أمام الله في طريق كمال لن تصلوا اليه ولكن ستتقدمون فيه يوماً بعد يوم مع كل جاذبية هذا العالم ومغرياته فتصلوا هكذا الى ملء قامة المسيح السافك دمه من أجل ان يحقق العهد الجديد الذي قطعه مع البشرية جمعاء- له الكرامة والسجود الى الأبد. آمين.

العدد 40 – في 4 تشرين الأول 1998
الأحـــد السابع عشر بعد العنصرة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share