كلمة في المؤتمر الطبي – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday May 17, 2016 150

كلمة  في المؤتمر الطبي – المطران بولس (بندلي)
الكلمة التي القاها صاحب السيادة المتروبوليت بولس في المؤتمر الطبي يوم السبت الواقع فيه 3/10/98 في المدرسة الوطنية الأرثوذكسية
أيها الأحباء،
“روح الرب عليّ مسحني لأبشِّر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي المأسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وأرسل المنسحقين في الحرية (لوقا18:4).
أود أن أتأمل واياكم وأنتم مجموعة خيّرة من الأطباء الكرام دعوني أقول لكم ان خدمتكم ليست خدمة مهنية كما يقصد الناس بهذه الكلمة، انها دعوة من روح الله القدوس أردتم أن تسمعوها، فمُسحتم منه أي كرستم عندما حلفتم اليمين،خُصِّصتُم له كي تعتنوا بأترابكم عناية لا توصف بكلام سطحي.

الطبيب مرسل من الله الى اخوته في البَشَرَة لكي ينقل اليهم خلال عمل دؤوب بشارة الخلاص الذي يعطيه الهكم لمساكين هذه الأرض -انه كالمعمدان يطير بأجنحة ملاك لكي يساهم بنقل شفاء حقيقي للمنكسري القلوب فتعود البسمة الى وجه الإنسان والسلام الى قلبه والعافية الى جسده وروحه في آن- الروح يهب حيث يشاء ولذا يرسلكم الى كل مكان تجدون فيه انساناً تنحنون فوق جراحه وآلامه وتتبنوه حقيقة كما تبنانا الله نحن البشر فيهتف الروح فينا: يا أبانا الذي في السماوات كن معنا دائماً لكي نراك حقاً في وجوه المتألمين والمرضى والمحتاجين الى رحمتك الغنية التي تفوق كلّ ما ننتظره فاسكبها يارب على خدامك واجعلهم أمناء لكَ في خدمتهم المقدسة.
ان الطبيب لا يقبل في وجدانه الحي تصنيفاً لا مكانياً ولا زمنياً، فهو دائماً على استعداد أن يخدم لإرضاء ضميره الموحى به من الله والمقوى بنعمته.
ان عملكم الطبي فعل ايمان حقيقي بالله الذي خلق الإنسان على صورته ومثاله فلا يعد هذا الإنسان فيما بعد رقماً من الأرقام بل كائن مخلوق أعطي من الله كرامة تفوق كل كرامة يعطيها البشر لأنه “ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه”. أخالكم أيها السادة الأطباء الأحباء وأنتم تتأملون بالكلام الإلهي تتابعون المقطع فتسمعون “ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟” فهل كرامة أعظم من هذا معطاة لإخوتكم البشر وأنتم “مكرسون”  لخدمتها والمحافظة عليها. وفي عملكم الطبي ستجدون أن الكتاب العزيز يقول أن ” أجسادكم هي هيكل الله”. فتأملوا مقدار شرف دعوتكم انكم هكذا تنحنون فوق الهنا نفسه.
الشكر لله الذي جمعنا بوجوهكم الكريمة،
الشكر الجزيل للسيد النائب عصام فارس ومؤسسته الكريمة التي ترعى يوم عصام فارس الطبي الثالث فنرجو أن نتابع السلسلة سنة بعد سنة بأريحيتكم الفاضلة التي تُحسب دائماً للخير والبنيان.
الشكر لمستشفى القديس جاورجيوس ادارة وجسماً طبياً فإنه ساهر على الدوام على مركزنا كي يقوم بخدمة حقة يمَجّد الله بها بإلهام ملاك أبرشية بيروت القديس سيادة الأخ الحبيب المتروبوليت الياس الجزيل الاحترام.
الشكر الجزيل للسيد النائب الدكتور رياض الصراف رئيس لجنة الصحة البرلمانية الذي يرافقنا بأمانته المعهودة.
الشكر الجزيل لنقابة أطباء الشمال الممثلة بيننا خير تمثيل والشكر الجزيل العميق لزوارنا الكرام الأحباء الذين يأتوننا بمستحدثات الطب وبكل ما يساعد الناس أن يرجوا خلاصاً بإذن الله -لقد علمونا ان لا حدود لخدمة انسانية مهما بلغت الصعوبات فيها فيبقى الحب منتصراً على الموت نفسه.
الشكر الجزيل لجميع الأطباء الذين يشاركوننا في هذا اليوم الأغر ولجميع الذين تعبوا ليحققوه والذين، وهم جنود مجهولون لا نريد أن نجرح تواضعهم فسهروا الليالي لكي ينظموا هذا المؤتمر ويرافقوه في الخدمة الساهرة في كل الحقول التي احتاجها. فلهم منا امتنان عميق من جهة كل شيء.
الشكر لرجال الاعلام الذين يجعلوا عكارنا الحبيب حاضراً دائماً. أدامكم الله جميعاً وسدد خطاكم بنعمته الى كل ما يساعد الانسان أن يشفى من أمراضه ويتعزى بصحة روحه وجسده. وليحفظكم الله مع عائلاتكم والمختصين بكم. آمين.  

العدد 41 – في 11 تشرين الأول 1998
أحـــد آباء المجمع المسكوني السابع

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share