“الأم وأولادها ومعلمهم” – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday May 17, 2016 88

“الأم وأولادها ومعلمهم” – المطران بولس (بندلي)
أمس في الأول من آب عيّدت الكنيسة المقدسة لأمٍّ وأولادها ومعلمهم قُتلوا من أجل ايمانهم بالله الحي القدوس. لقد قتلهم طاغية شرس لا يعرف الانسانية -قتل أولاداً سبعة الواحد تلوَ الآخر أمام أعين والدتهم- ابتدأ بالأكبر سناً حتى وصل الى الأصغر بينهم وهو لا يزال محمولاً في أحضان أمه -والأم تنظر الى العلاء، تشير الى طريق السماء- تغلبت على عاطفتها البشرية ولم يكن ذلك سهلاً عليها لكن الله هو الذي قوّاها، فتجاوزت مشاعرها لكي تساعد أبناءها في رفع عقولهم وقلوبهم الى فوق من حيث يأتي العون الى كل من يلتمس وجه الرب القدوس بكل أمانة وكم كانت الأمانة عظيمة وعندما أمّنت أن أولادها أصبحوا في

أمانٍ فوق مدِّ وجزر هذا العالم، لحقت بهم بدورها مع معلمهم ومرشدهم الى طريق الرب.
أيها الأحباء، انني أدعو نفسي وايّاكم أن نتأمل بهذا الحدث وقد ضمته الكنيسة في تعييدها الى ذكرى الصليب الكريم المحيي مع أن استشهاد المكابيين السبعة وأمهم ومعلمهم حصل قبل مجيء الرب لافتقادنا على أرضنا هذه انما كانت الشهادة مضمومة الى صليب الفادي الحبيب، آخذة قوتها منه بالقيامة التي أدخلنا اليها الاله المصلوب من أجل حياة العالم أجمع.
أيها الأحباء، نحن دائماً أمامنا أن الله هو الذي يعطي قوة لشعبه، فشعبه ليس من يقتل ويستهتر بالقيمة المعطاة للإنسان والتي تفوق كل حساب بشري -نحن شعبه ولسنا لوحدنا بل أيضاً كل من يرفع عينيه الى السماء بإيمان هذه السيدة ليذكّر من حوله بالوطن الحقيقي الذي نحن مدعوون أن ندخله انطلاقاً من أرضنا اذا ما جاهدنا عليها جهاداً حسناً وحفظنا الايمان وأتممنا السعي فننال أكاليل المجد التي تدوم على رؤسنا الى الأبد، واذ دخلنا مسيرة صوم العذراء الكلية القداسة -الأم المباركة لنا جميعاً- نتضرع اليها أن ترينا السماء من حيث انحدر ابنها الالهي لخلاص العالم أجمع. آمين.    

العدد 31 -في 2 آب 1998
الأحـــد الثامن بعد العنصرة
القديس استفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share