كيف تتحقق بنوّتنا لله – المطران بولس (بندلي)

mjoa Monday August 8, 2016 97

كيف تتحقق بنوّتنا لله – المطران بولس (بندلي)
اذا كان الله أبانا فكيف نكون له أبناء؟
الجواب بسيط وصعب في آن واحد: أن نعي هذه البنوة، وأن نتصرف كأبناء.
المطلوب أن نعيها في ضميرنا في عمق وجداننا البشري أي أن تعني لنا أمراً صميمياً يحرِّك حياتنا في كل لحظة وهذا يحصل ومدعو أن يستمر بالرغم من ضعفاتنا الملازمة لنا اذا وضعنا أمامنا الإله “الحي” الذي “به” نحيا والذي يقوينا دائماً، اذا شئنا ذلك أي اذا تجاوزنا بنعمته تصور الإله الجبار المخيف الى السجود للإله الذي كشف لنا عن ذاته في الرب يسوع المسيح.  

هذا التأمل مهم جداً أن نسعى اليه بإستمرار لكي لا تطغي علينا تصورات هذا الدهر التي تحاول أن تشوهه فتجعله بالواقع غير مقبول في حياتنا إذ تنسينا إنه هو الذي يقف على الباب -باب حياتنا- يقرع “ملتمساً” الدخول، فإذا ما فتحنا له وقلنا “تعال أيها الرب يسوع”” يدخل في شركة حياة معنا ومدخلاً الى حياتنا النعمة والحق الحاصلين به وفيه.
والصعوبة الكامنة في حياتنا موجودة إذ إننا “في العالم” أما الصورة البهية الحقيقية لإلهنا فليست “من هذا العالم” لكننا نثق بمن “غلب العالم” بصليبه وقيامته ولذلك يطلب منا أن نجاهد دون كلل لكي نتحرر “وجدانياً” من صورة الإله “الفزاعة” وننطلق نحو الإله المحب البشر الذي أتى أرضنا لكي يَخدُمَ وليس يُخْدَمَ ولكي يبذل نفسه فداء عن العالم أجمع كي لا يهلك، في النهاية، أحد.
وهذا التأمل الدائم ببنوتنا لله مدعو أن يتجسد في حياتنا والاّ بقي نظرياً، وبالواقع أمسى مهدداً بألاّ يتحقق فعلياً. إن وعينا الوجداني للبنوة لله، نحن مدعوون أن نترجمه في حياتنا اليومية أي أن نتصرف “كل يوم” بل كل لحظة بهذه الصفة وبالتالي دعوتنا هي أن نطابق حياتنا على إيماننا بالإله الأب لنا ولكل إنسان. وينتج عن ذلك أن نسعى لجعل وصاياه منتصبة أمامنا في كل حين -نعرف جيداً إن طريق الوصايا شائك وإنه ليس بسهولة “جرعة ماء” لكننا نتأمل باننا لسنا نتصرف كعبيد لكن كأبناء والابن يتميز بحرية أبناء الله- الابن يعرف ان الوصايا صعبة وانه ضعيف لكنه يسعى أن يتذكر انه “ابن محبوب” في الابن الإلهي الوحيد الذي شهد له الله الآب بذلك، وانه مدعو أن يبادل الحب بحفظ الوصايا. ألم يقل السيد الرب: “من يحبني يحفظ وصاياي” مضيفاً “وأبي يحبه واليه نأتي وعنده نصنع مقامنا. أفلا يقوينا ذلك لنحب الله الذي أحبَّنا أولاً فننتصر على ضعفاتنا بنعمته ونسعى لعمل وصاياه ونثبت هكذا في بنوتنا له محققين مشيئته الإلهية في خلقنا أن نكون له بنبن وبنات؟ أهلنا الله لذلك بنعمته الإلهية الأبوبة. آمين.
العدد 25 – في 20 حزيران 1999
الأحـــد الثالث بعد العنصرة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share