أحـــد توما – المطران بولس (بندلي)

mjoa Monday August 8, 2016 88

أحـــد توما     – المطران بولس (بندلي)
إن لم أعاين أثر المسامير في يديه وأضع اصبعي في أثر المسامير وأضع يدي في جنبه لا أؤمن. (يوحنا25:20)
هذا كلام قاله الرسول توما للتلاميذ الآخرين عندما أخبروه انهم قد رأوا الرب الناهض من بين الأموات -وكانوا قد عرفوه لما أراهم يديه وجنبه (يوحنا 20:20)- إن المسيح قد قام حقاً ولكننا لا نستطيع أن نؤمن بذلك إن لم نكتشف فيه “رجل الأوجاع والآلام”، إن لم نعاين أثر المسامير في يديه المثقوبتين من أجل خلاص البشر وإن لم نضع أيدينا في جنبه المطعون بالحربة والذي خرج منه للوقت الدم والماء (يوحنا 34:19) لن نعاين السيد الرب حقيقة كما عاينه يوحنا الإنجيلي الشاهد الأمين الذي عاين ولذلك شهد وشهادته حق وهو يعلم إنه يقول الحق لنؤمن نحن (يوحنا 35:19).

هذا ينقلنا الى السؤال أين سنعاين ومن سنعاين لكي نؤمن نحن بأن المسيح قام؟
جوابه الأكيد لنا: ستعاينونني في وسط الأرض لأني افتقدتكم وأتيت إليكم -ستعاينونني في البشر الحاملين جراحي، سترونني في كل إنسان متألم على أرضكم- ستبصرونني حقاً في عذابات الذين تلتقون بهم في كل يوم، في أولئك الذين يرزحون تحت أثقال هذا العالم، أولئك الذين في كل أقطار العالم تتساقط القنابل والصواريخ على رؤوسهم وعلى رؤوس أولادهم زارعة الدمار والموت، أولئك الذين يُشردون من بلادهم ويسوحون على طرقات التهجير وهم على صورة “الغريب” الذي طالب يوسف ونيقوديموس بجسده المكسور على الصليب ليدفنوه.
فإذا أردنا أيها الأحباء أن نرى حقاً السيد الناهض من بين الأموات لنفتح أعيننا ولنعاين كتوما أثر المسامير في يديه ونضع أيدينا في الجنب المطعون ونقول مع توما: ربي وإلهي أنت إلهنا الناهض حقاً من بين الأموات. فأهلنا أن نرى آلامك وموتك في إخوتنا لكي نسجد فيهم ومعهم لقيامتك من بين الأموات. التي نسألك ان يعم فرحك وسلامك عالمك المتعطش لك وحدك يامن له الكرامة والسجود مع أبيك الذي لا بدء له وروحك الكلي قدسه الصالح والصانع الحياة -الثالوث الأزلي المحيي الممجد الى أبد الدهور. آمين.

العدد 16 – في 18 نيسان 1999
أحـــد توما  

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share