رسالة الفصح المقدس – المطران بولس (بندلي)

mjoa Monday August 8, 2016 88

رسالة الفصح المقدس – المطران بولس (بندلي)
الى الأحباء من كهنة ورعين وشمامسة غيورين وأبناء احباء في أبرشية عكار وتوابعها المحروسة بنعمة المسيح الناهض من بين الأموات.
المسيح قام! حقاً قام!
أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب! ليس هو ههنا، لكنه قام.
بهذا الكلام توجه الملاك الى النساء الحاملات الطيب القاصدات قبر السيد المعطي الحياة!
ونحن الذين كانت غاية مسيرة صومنا الأربعيني المقدس أن نجد المسيح وأن نتحد به، هل نحن مستعدون أن نسعى اليه كما سعت النساء اللواتي أتين قبره باكراً جداً ولم تخفن من مجيئهن الباكر، دون رجل يرافقهن، متيقنات أن حجراً عظيماً جداً كان يسد فوهة القبر المقصود الذي كان يحرسه جنود تنحصر مهمتهم في أمر واحد لا غير: “الاّ يدعوا أحداً ممن يخص “هذا المضل” يقترب من القبر لئلا يسرق الجسد من القبر فتكون الضلالة الأخيرة شراً من الأولى وعلى زعم اليهود. ومع ذلك أتين القبر!

نتأمل بشجاعتهن ونقول: لن نجد المسيح أبداً اذا لم نفتش عنه في القبر، لن نجده أبداً اذا نسينا أنه صُلب ومات ودُفن في قبر جديد اتصل بقبر الانسان المرمي في ظلمة الموت الناتج عن خطيئته -هذا يعني أننا اذا لم نقبل بتنازل السيد الفائق ادراكنا الذي دفعه أن يلتزم جنسنا في مأساته الكاملة، لن نستطيع أن نسمع ما سمعته النساء الساعيات الى قبر السيد من قِبِل الملاك الذي دحرج الحجر عن باب القبر وجلس فوقه: “أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب، ليس هو ههنا، لكنه قد قام” ولم يكتفِ الملاك بذلك بل أضاف قائلاً: “اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس أنه يسبقكم الى الجليل، هناك ترونه كما قال لكم”.
أيها الأحباء جداً بالرب، في عيد أعيادنا وموسم مواسمنا نحن مدعوون أن نفتش عن المسيح -الهنا الصائر انساناً- في الانسان وفي كل انسان دون استثناء، في الانسان الحامل مأساته، الذي تفتقده رحمة اله لم يشأ موته فمات معه لكي يحييه، فإذا ما سعينا لذلك في كل يوم حينئذ نكون مُكلفين كحاملات الطيب أن نقول، للعالم اجمع وبنوع خاص لأولئك الذين يبكون بكاءً مراً على خطيئتهم وكلنا في وضعهم، المسيح قام وسترونه قائماً لأن وعده الالهي صادق: أكون أنا معكم كل الأيام الى انقضاء الدهر. آمين.
فمعكم نرفع تضرعات حارة من أجل غبطة أبينا ورئيس رعاتنا البطريرك اغناطيوس الرابع بطريرك انطاكية وسائر المشرق الكلي الطهر والجزيل الاحترام كي يديمه الرب بنعمته على رأس كرسينا الرسولي المقدس الى سنين عديدة، كما أننا باسم غبطته والاخوين الحبيبين المطران يوحا أسقف الحصن وباسيليوس أسقف طرطوس وصافيتا وسائر اخوتنا رؤساء كهنة الكرسي الانطاكي المقدس نسأل لكم ولعائلاتكم ولرعاياكم أنوار قيامة المسيح المنتصر على الموت المبارك الى أبد الدهور. آمين.    
العدد 15- في 11 نيسان 1999
أحـــد الفصح المقدس

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share