كلمة في الغداء الخيري السنوي الرابع لمركز القديس بولس للخدمات الشاملة في المطرانية – المطران بولس (بندلي)

mjoa Monday August 8, 2016 75

كلمة في الغداء الخيري السنوي الرابع لمركز القديس بولس للخدمات الشاملة في المطرانية  – المطران بولس (بندلي)
الكلمة التي ألقاها صاحب السيادة المتروبوليت بولس بندلي الجزيل الاحترام في الغداء الخيري السنوي الرابع الذي يقيمه مركز القديس بولس للخدمات الشاملة في المطرانية
عطوفة الدكتور رياض صراف نائبنا الحبيب،
حضرة الأستاذ سلام الريس مدير عام مستشفى مار جرجس،
قدس الآباء الأجلاء،
أيها الأحباء،
نرحب بكم جميعاً أجمل ترحيب باسمنا وباسم مدير هذا المركز وجميع العاملين فيه وباسم مجلس ادارته.
شاكرين حضوركم العزيز جداً على قلبنا.
تجمّعنا اليوم أردناه تجمّع محبة ولذلك نعتبره بكل تأكيد، ثمراً من ثمار الروح الالهي وعربوناً لقوة ليست من حجم هذا العالم الذي فيه دائماً الحسابات الذاتية تتشابك وبالتالي هي قادرة أن تعطّل العمل، انما قوتنا هي مرسخة على صخرة الايمان بالاله الحي الذي أعلن لنا رحمته طالباً منا أن ندخل سرها الأزلي فنتوق لتحقيقها على مستوانا البشري وتصبح دعوتنا في الأول والآخر ان نكون رحماء كما أن أبانا السماوي رحوم.

هذا المركز الذي تدعمون عمله في الغداء السنوي الذي يقيمه في مثل هذه الأيام الفضيلة التي تلي مباشرة عيد القديسين بطرس وبولس مؤسسي الكرسي الانطاكي المقدس، هذا المركز يحاول المسؤولون عنه أن يطوروه لكي يخدم بطريقة أفضل في أيام نعيش كلنا صعوباتها وخاصة من الناحية المادية، يكابر كثيراً ليتابع عمله والله يعلم المعاناة التي نعيشها لكي نبقى ولكن اتكالنا ملقى على الله الذي ساعدنا بنعمته ويساعدنا ولنا ملء اليقين أن رحمته الى جيل فجيل للذين يتقونه.
تطلعاتنا واسعة جداً بإذن الله -نحاول متكلين عليه لن نتوقف لأننا ألقينا رجاءنا على الرب وهو لا يخيّب أبداً من يطلب منه المعونة.
نشكر كل المساهمات التي قُدّمت لنا حتى نتمكن من متابعة المسيرة المباركة لن ننسى مساهمة مستثفى القديس جاورجيوس برعاية سيادة الأخ الحبيب المتروبوليت الياس مطران بيروت وتوابعها، لن نذكر أسماء لكي لا نجرح تواضع أحد ولكنكم ثقوا أن “حفظ الجميل” لكل واحد منكم محفور في قلبنا محركاً التضرعات والصلوات كي يحفظ الله الجميع وعائلاتهم.
نشكر جميع الذي رافقوا الاعداد لهذا الغداء، أولئك الآباء والسيدات والرجال والصبايا والشباب الذين تناسوا تلقائياً حاجتهم الى الراحة والى النوم لكي يعدوا لنا هذه الموائد ووقوفهم على أرجلهم لساعات طويلة والتفافهم حول نار متأججة في حرّ تموز، ليس كل ذلك بنظرنا الاّ تعبيراً عن التهاب قلوبهم بالمحبة المتقدة والساطعة بالأنوار.
نشكر جميع الذين تبرعوا ويتبرعون كأصدقاء للمركز وهم على العطاء مواظبون.
نشكر من تبرع بالهدايا ومن طرق الأبواب لجمعها والله يحب من يعطي بفرح ودون منّة ويباركه.
أيها الأحباء،
في أيام تكررت فيها الاعتداءات الأثيمة على بلدنا الحبيب من قبل عدو غاشم فاتخذت أشكالاً مختلفة لتنال من كرامتنا وهدم البنى التحتية ونسف الجسور لتعطيل المواصلات ولكننا بإذن الله صامدون، ننظر بملء الثقة والطمأنينة الى خطوات وتدابير فخامة رئيس البلاد العماد اميل لحود الذي يسهر علينا جميعاً بعين لا تعرف التواني والنفس فيقوم مع ممثلينا الأكارم في الندوة اللبنانية ونخبة من الوزراء الأفاضل بكل ما أُعطوا من قوة للتقدم ببلدنا في طرق الأمان والاستقرار والازدهار بالرغم من كل الصعوبات الجسيمة المعترضة للعمل البنّاء الذي يجهدون للقيام به متكلين على الله معلنين جهاراً: “معنا هو الله فاعلموا أيها الأمم وانهزموا لأن الله معنا” واننا نضرع الى الله من أجل حكام هذا البلد ومؤازرتهم في كل عمل صالح لكي نعيش نحن في ظل أمنهم بكل عبادة حسنة وتهذيب.
واسمحوا لنا، ولو كان ذلك بمثابة فلس الأرملة، أن نقدم باسمكم لفخامته، ومساهمة منكم في حملة الاعمار الوطنية التي يرعاها بتضحياته المستمرة، مبلغ مليون ليرة لبنانية ونصف يُقتطع من مدخول هذا الغداء الخيري الرابع الذي تشجعونه بحضوركم الكريم وبمساهمتكم القيّمة.
قال الرب: “أنا معكم كل الأيام والى انقضاء الدهر” بهذا الرجاء نستودعكم الله وعائلاتكم وكل المختصين بكم داعين لكم جميعكم باستمرار الصحة والعافية والتوفيق.
 أما لهذا المركز الحبيب ولجميع القائمين على ادارته والعمل فيه ولأصدقائه المخلصين، نسأل استمرار خدمة الرحمة في الخط الالهي ونرجو تحقيق كل تطور وتقدم في المحبة التي كرستم أنفسكن لها وان شاء الله نلتقي بوجوهكم سنوياً بنعمة الله القدوس حفظكم الله.      

عشتم وعاش لبنان.

العدد 28 – في 11 تموز 1999
الأحـــد السادس بعد العنصرة
القديسة أوفيمية

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share