الكلمة ألقيتفي حفل تخرج طلاب الشهادة المتوسطة – المطران بولس (بندلي)

mjoa Friday September 23, 2016 95

الكلمة ألقيتفي حفل تخرج طلاب الشهادة المتوسطة  – المطران بولس (بندلي)

الكلمة التي ألقاها صاحب السيادة
في حفل تخرج طلاب الشهادة المتوسطة
في المدرسة الوطنية الأرثوذكسية في 17/11/2000
“على الرب توكلت فلا أخزى أبد الدهر”.
ان الأيام والسنوات تتتابع ونعمة الله ترافق هذا الصرح التربوي العزيز!
الأيام تنقضي ونجد أنفسنا في هذا الصرح أمام مواسم تتجدد السنة تلو السنة، فتحيي الرجاء في قلوب ربما جُرِّبت بأن تتساءل مع الكثيرين: إلى أين المسير وهل يتبدد الضباب الكثيف الذي يحيط بنا؟
ان جواب الرب لنا، كما هو وارد في كتابه المقدس العزيز: “أنا لن أنساك ولو نَسيت الأم رضيعها”. “أنا معكم كل الأيام، إلى انقضاء الدهر” ووعده صادق وقد أكد لنا تعالى وتبارك اسمه، أن كلمته لا ترجع دون أن

تعطي ثمارها في حياتنا وهكذا يتمجد اسمه القدوس، وهو الذي قال لنا: “هكذا فليضئ نوركم قدام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات”.
ولذا تصبحون أنتم نكهة تعزية حقيقية نتلقاها بكل فرح، فنتقوى بها ونمجّد بها الأب السماوي الكلي القدس المستريح في القديسين.
يا أيها الأحباء جداً ان هذا اليوم لمشهود له في هذه المدرسة الحبيبة -فها اننا نرى من جهة أتعاباً قاسية جداً ترافقكم في مراحل دراستكم كي تصلوا إلى ما وصلتم اليه وقد ساهمتم مساهمة فعّالة بجهودكم الدائمة التي قدمتموها دون هوادة فأثمرت ثماراً يانعة بفضل الله ولنا الحق نحن وجميع من حولكم أن نفتخر بها -وتعرفون جيداً أيها الأحباء مدى السهر الدائم الذي يسهره عليكم مدير حبيب يكاد لا ينام وصار كلاًّ لكل واحد منكم، ورئيس قسم يرافقكم بمحبته وأساتذة أكفاء أوفياء والكل يفتشون عما يرضي الله وصوته في ضمائرهم الحية. أما الأهل الكرام، علينا جميعاً أن نقدّر تضحياتهم المستمرة لأننا نعرف جميعاً صعوبات هذه الأيام وكم يتعب أولياؤكم في تحصيل عيش كريم ومع ذلك لا يتأخرون عن كل تضحية في سبيل نجاحكم ومتابعة تحصيلكم العلمي. وازاء هذه التضحيات الجسيمة التي تجنون ثمارها، هناك اطلالة كريمة مفعمة بنسيم المحبة لتقابل جهودكم، عنيت بها مؤسسة فارس الكريمة الساهرة دوماً على تحقيق رغبات وتوجيهات صاحبها دولة نائب رئيس مجلس الوزراء الأستاذ عصام فارس الذي نغتنمها فرصة مناسبة لنقول له عبركم يا دكتور بول سالم مدير مؤسسة فارس: هنيئاً لكم يا صاحب الدولة بالدكتوراه الفخرية التي مُنحتموها في الولايات المتحدة منذ أيام قليلة فرفعتم رأسنا جميعاً، هنيئاً لكم لأنكم لم تقبلوا التواني ولا للحظة واحدة في خدمة الإنسان الذي تحبونه في العمق، غير مكتفين بالكلام، فإنكم تجسدون حقاً المحبة، أمس قد رعيتم المؤتمر الطبي عبر مؤسستكم الأمينة لكم كل الأمانة والآن تتابعون مساهمتكم الفعّالة القيّمة وعلى حسب تقليدكم الكريم تمنحون الطلاب المتفوقين في الشهادة المتوسطة منحة دراسية تعادل قسط الصف الثانوي الأول -هكذا تفعلون منذ سنوات وهكذا تمكّنون طلاباً أكفاء بمتابعة دراستهم وتمكنون أهلهم من مواجهة الصعاب في تعليمهم- وهذا يضاف بنعمة الله إلى ما تقومون به من أجل الإنسان ونحن نشكركم على هذا العطاء المستمر الذي يمكّن هذا الصرح التربوي بمتابعة عمله وخاصة فيما يختص بطلابه الذي باسمهم واسم أهاليهم الأكارم وباسم هذه المدرسة ومديرها ورؤساء أقسامها ومعلميها وجميع العاملين فيها ندعو لكم بطول العمر ولعائلتكم الكريمة بدوام الصحة ولمؤسستكم الأمينة لكم بمتابعة عمل دؤوب يخدم الإنسان ويؤمّن كرامته.
أما الطلاب الأحباء الذين يجتازون من المرحلة المتوسطة إلى المرحلة الثانوية فنطلب من أجلهم كي يحقق الله لهم أمانيهم وأماني مدرستهم وأهلهم كي يصلوا إلى ملء انسانيتهم ببركة الله. آمين.

العدد 48 – في 26 تشرين الثاني 2000
الأحـــد الثالث والعشرون بعد العنصرة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share