قوة الإيمان – المطران بولس (بندلي)

mjoa Friday September 23, 2016 166

قوة الإيمان – المطران بولس (بندلي)

“يا امرأة عظيم إيمانك -ليكن لكِ كما تريدين! فشفيت إبنتها من تلك الساعة”.
إن المقطع الإنجيلي الذي نسمعه اليوم قاس جداً.
هذه القساوة التي تظهر عند التلاميذ المتضايقين من صياح المرأة الكنعانية الوثنية وراءهم. ها هم يطلبون إلى السيد الرب أن يصرفها لكي لا تعود تزعجهم بصراخها وكأنهم لم يتمكنوا أن يلتفتوا إلى حاجتها الملحة إلى شفاء إبنتها.

والقسوة تزدوج “ظاهرياً” بموقف الرب يسوع -ها هو صامت أمام صراخها نحوه بأن يرحمها بشفاء ابنتها- لم يجبها بكلمة وكأنه غير مكترث بقضيتها وعلاوة على ذلك إعلانه بأنه لم يات من أجل أمثالها بل من أجل أولئك الذين كانوا يظنون أنهم يستطيعون أن “يحتكروا الله” ويتابع تصعيده للموقف القاس فيقول للمرأة الساجدة له والطالبة اليه أن يعينها: “ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب” وكأنه يظهر لها إحتقاراً يصل الى ذروته باعتبارها كلبة. فما كان من تلك المرأة الوثنية التي لم يكن في تراثها ما يقربها إلى المسيح أو يعرفها اليه، إلاّ واجتازت الامتحان الصعب منتصرة على كل العقبات بإيمان قرظه الرب فأصبح إيمانها نموذجاً حيّاً لإيماننا إذا كنّا نريد أن نسمع صوت الله العذب القائل لنا: إيمانك خلصك لأنه مؤسس على صخرة إلهية لا تتزعزع فلا تخاف.
أيها الأحباء إن ما سمعناه في الإنجيل تأكيد أن الله ليس عنده محاباة للوجوه، بل يأتي من نحكم عليهم بأنهم ليسوا من الجماعة المؤمنة لكي يعلمونا الإيمان الحقيقي -لنا كنز كبير في تربيتنا وما ورثناه من آبائنا وأجدادنا وسنطالب بأثمار لإيماننا أكثر مما يطالب من ليس عندهم هذا الإيمان ونحن مسؤولون أن نحافظ فعلياً على هذا الإيمان ولذلك يردد الرسول بولس إنه “جاهد الجهاد الحسن وحفظ الإيمان” والمطلوب منا أن يكون إيماننا مشعاً وإن مرت في تطبيقه الصعوبات فلنتعلم من المرأة الوثنية كيف نصمد في إيماننا هذا ناظرين إلى رئيسه ومكمله يسوع. آمين.

العدد 7 – في 13 شباط 2000
الأحد السابع والثلاثون بعد العنصرة
أحـــد الكنعانية

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share