تأمل في إنحيل السامرية – المطران بولس (بندلي)

mjoa Friday September 23, 2016 111

تأمل في إنحيل السامرية – المطران بولس (بندلي)

لو كنت تعرفين عطية الله ومن هو الذي يقول لكِ أعطني لأشرب لطلبت أنت منه فأعطاكِ ماءً حيّاً (يو10:4)
أيها الرب يسوع أعطنا أن نتعرف اليك بين المتعبين والثقيلي الاحمال الذين إرتضيت أن تجلس بينهم “وقد تعبت من المسير”، إنهم كُثر حولنا! إنهم في كل حين مطروحون في طريقنا! فيا ربنا يسوع إفتح أعيننا القلبية لكي نتمكن من رؤيتهم بشكل حقيقي!

كثيراً ما نحن معرَّضون أن نرى أنفسنا فقط! وكثيراً ما، إذا أردنا أن نراهم نسقط عليهم ذواتنا فلا نستطيع أن ننظر إليهم كما هم فنتصورهم كما نريدهم نحن أن يكونوا فنشوِّه، بسبب أنانيتنا الضاغطة علينا باستمرار، الصورة التي أعطيتهم إياها، فنختلق لهم صورة على حجمنا نحن ومحدودة بآفاق أبعادنا الضيقة!.
أيها الرب يسوع المسيح أعطنا أن نفلت من قيود أنانيتنا لكي ننظر إليك فيهم فحينئذ نكتشف فيهم المأساة البشرية، مأساة الإنسان التعبْ مثلك والجالس على حافة بئر “يستعطي” منا ماء لكي يشرب!
يا إلهنا الذي أتيت إلينا لكي تروي ظمأنا هب لنا نحن الملتجئين إليك أن نجدك حقيقة في من وحّدت نفسك فيهم في كل شيء، في الجوع والعطش والألم والموت، حينئذ فقط نستطيع أن نعرف عطية الله فيك، أنت الله الحقيقي، المتنازل إلينا لكي تروينا نحن العطاش إلى ماء الحياة الذي لا نجده إلاّ فيك أنت يا ينبوع الماء الحي!
يا ربنا يسوع إجعلنا لا نخاف منك إذا ساعدتنا أن نكتشف كثرة خطايانا، فإنك لا تفعل ذلك لكي تنتقم منّا بسبب مخالفاتنا الكثيرة ولا لكي تميتنا في هفواتنا وهذا ما نستحقه أصلاً ولكنك رحوم ومحب للبشر، فإذا ما قبلنا نورَكَ الإلهي الكاشف لسقطاتنا اليومية فإننا هكذا نحصل على رأفتك وتنهدم الحواجز التي تفصلنا عنك ونتمكن من القول للذين حولنا: تعالوا معنا إلى من أتى إلينا لابساً صورة عبوديتنا لكي يفك الأغلال ويحطم القيود وهكذا إذ يقبل بنوك من كل صوب إليك ويتعرفون عليك تسر قلوبنا بأنهم آمنوا بك ليس من أجل كلامنا فقط ولكنهم قد عرفوا معنا عطية الله وعلموا أنك أنت بالحقيقة المسيح مخلص العالم. آمين.        

العدد 22 – في 28 أيار 2000
أحـــد السامرية

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share