موقفان للناس تجاه قدرة الله – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday December 6, 2016 104

موقفان للناس تجاه قدرة الله – المطران بولس (بندلي)
يوم أمس تذكرت الكنيسة المقدسة حدثاً عجائبياً مهماً جداً، وهذا الحدث كان نهوض لعازر الرباعي الايام من بين الأموات بقوة “غالب الموت” الرب يسوع المسيح الذي نادى الميت الذي “أنتن” على حد قول مرتا أخته التي احتجت على فتح القبر. لكن سيد الحياة أمر الميت قائلاً له: “لعازر هلم خارجاً” فسمع لعازر صوته مؤكداً هكذا انها ستأتي ساعة يسمع فيها جميع من في القبور صوته حسب ما جاء في إنجيل يوحنا.
لكن هذه الاعجوبة التي حققها الرب بسلطانه الإلهي أحدثت موقفين بين الناس:
الأول: موقف الناس البسطاء الذين استقبلوا الملك القدوس الداخل إلى المدينة المقدسة ليس كالعظماء الفاتحين الراكبين على جيادهم ولكن كملك وديع راكباً على جحش ابن أتان، وهؤلاء الناس النقية قلوبهم اختلطوا بالأطفال الحاملين أسعاف النخل عوض أكاليل الغار والصارخين مع أهلهم بابتهاج قائلين: هوشعنا (أي الله خلصنا).

الثاني: موقف الناس الممتلئين من انفسهم الذين لا يريدون أن يقبلوا هذا الملك الوديع، الضعيف -حسب رأيهم بوداعته، الذين وجدوا أن المسيح يضايقهم لأنه قوي بقوة لم يتمكنوا أن يوقفوها، فاخذوا يتآمرون عليه وقرروا القضاء عليه لأنهم اعتبروه انه يسلبهم سيطرتهم الكيدية على الناس وفوق ذلك قرروا أن يقتلوا لعازر القائم من بين الاموات فقط لسبب انه سبب ليؤمن الناس بالرب يسوع.
وهذا الفريق الأخير من الناس تضايقوا من صراخ الأطفال، فقرروا أن يطلبوا اليهم أن يوقفوا هذا الصراخ لأنه “يزعجهم” فكان الجواب “ان سكت الاولاد في تعظيم قدرة الله فالحجارة هي التي ستتكلم”. فنتذكر كلام القديس يوحنا المعمدان لليهود: “لا تقولوا ان أبانا هو ابراهيم، فالله قادر أن يخرج من الحجارة أولاد لابراهيم”.
يا أحباء نحن على محك، الله القادر على كل شيء لا يزال هكذا وسيبقى إلى الأبد. فهل نحن نواجه قوة الله القائمة في حياتنا وحياة البشر أجمعين، هل نواجهها ببراءة الأطفال (ولو تقدمنا في السن) فنصرخ اليه الله مخلصنا، الله عوننا، ام ندخل في حساباتنا الشخصية ونجعلها تطغي على مشاعرنا ونتصور الهاً على حجمنا وبموجب تفكيرنا لكي نخدم مصالحنا؟ علينا أن نختار فليقونا الرب على ذلك لتمجيد اسمه القدوس. آمين.

نشرة البشارة
العدد 14 – في 8 نيسان 2001
أحـــد الشعانين

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share