صلاة غروب وتبريك الخبزات الخمس في كاتدرائية القدّيس جاورجيوس الميناء
ببركة ورعاية صاحب السيادة المتروبوليت أفرام ( كرياكوس) مطران طرابلس والكورة وتوابعهما، وبدعوة من مجلس رعيّة الميناء لبّى سيادة المتروبوليت أنطونيوس (الصوري) مطران زحله وبعلبك وتوابعهما مساء السبت الواقع فيه 2016/12/10 الدعوة وترأس صلاة الغروب وتبريك الخبزات الخمس في كاتدرائية القدّيس جاورجيوس بِمعاونة وحضور قدس الأرشمندريت يوحنا بطش، المتقدّم في الكهنة غريغوريوس موسى، الإيكونوموس مخائيل الدبس، والآباء باسيليوس دبس، موسى شاطريّة، جوزيف عرب، رئيس الشمامسة ارمياء عزام، الشماسين بشارة عطالله ونكتاريوس ابراهيم، الإيبوذياكون صموئيل سعيفان، كما شاركت ترتيلاً جوقة الترتيل الكنسي بقيادة المرتل الأول ميشال المعلوف مع جمع من أبناء الرعيّة والرعايا المجاورة.
بعد الصلاة كانت كلمة ترحيبية من قدس الأرشمنديت يوحنا بإسم كهنة الرعيّة ومجلسها وأبناءها الأحباء بسيادته في مدينته وكنيسته معتبراً قدومه بركة كبيرة للجميع.
بدوره أعرب سيادته في بداية كلمته عن شكره العميق لسيادة راعي الأبرشية المتروبوليت أفرام والكهنة الأجلاء على محبتهم الكبيرة التي غمروه بها، مستذكراً كباراً تتلمذ على يدهم أمثال المثلث الرحمات المطرانين بولس بندلي والياس قربان، الأخ كوستي بندلي، المرتل الأول ديمتري كوتيّا، وحركيين تربى في كنفهم، وكل فردٍ في الرعيّة الذين تعلّم منهم الكثير وبخاصةٍ محبة الربّ التي يسعى إلى ترجمتها.
بعدها، قدّم لمحة عامة عن أبرشيّة زحله والأعمال الجارية فيها إضافةً إلى أوضاع الرعايا.
وقد تطرق سيادته في حديثه ولمناسبة الذكرى الثالثة لرقاد الأخ كوستي بندلي إلىتأثير شخصية وحياة الأخ الحبيب الذي كان مرشده في مرحلتيّ الطلائع والثانويين في حياته الشخصية ومقدار استفادته من علمه وتواضعه بحيث جعل العِلم بخدمة الإيمان ونقله بلغّة العصر، مع التشديد على نقل إيماننا بلغة الناس مما يضطر الكنيسة في كثير من الأحيان لخلق أُطر جديدة في كل زمن، بأسلوب منسجم مع روح التقليد.
وخلص الى أن التحدي القائم أمامهم ككنيسة أرثوذكسية بشكل عام وكأبرشيّة زحله بشكلٍ خاص، يتمثل بنشاط الكنائس الأخرى التي تمتلك المؤسسات والأموال والأعداد الكبيرة من المكرّسين والمطلوب هو الصلاة الكثيرة لكي يمنحهم الربّ القوة لِتخطيها.
وتمنى في ختام كلمته بعد الإجابة على أسئلة الحاضرين أعياداً مباركة للجميع وأن يمنح الربّ الصحة والقوة للجميع.
تخلل اللقاء عرض وثائقي عن نشاطات أبرشية زحلة خلال العام الأول من شرطونية سيادته فنقل الحاضرين بالصورة إلى الأبرشيّة زحله وتضمّن أبرز المحطّات في عمل سيادته منذ يوم شرطونيته الأسقفية حتى تاريخه.
ثمَّ انتقل الجميع إلى قاعة الرعيّة للمُشاركة في مائدة المحبة التي أعِدّت للمناسبة.
صباح اليوم التالي، ترأس سيادته صلاة السحر والقداس الإلهي في الكاتدرائية بمُعاونة آباء الرعيّة والشمامسة ومشاركة جوقة الكاتدرائية ترتيلاً.
وكانت لسيادته عظة تناول فيها تذكار الأجداد القديسين الذين أعدّوا لمجيء الربّ، نعني الأنبياء والآباء من العهد القديم كنوح، أخنوخ، وغيرهم الذين كان لهم الدور في تدبير الله حتى يُتمّم مقصده الخلاصي لنا ويتجسد من خلال الشعب اليهودي الذي كان يظهر في المثل كأنه المُحارب الأكبر للمسيح الذي كان ينتظره عبر اختلاق الحجج للتهرّب من تلبية دعوة الرّب إلى عشائه.
وأكمل سيادته متسائلاً عمّا فعل الربّ كي يخلصنا من موت الخطيئة وعبوديتها، وهل تحررنا أم ما زلنا نستعفي من التزامنا مع الربّ عبر اختلاق الحجج كي نتهرب من مسؤولياتنا؟
هل نقول للربّ كما فعلت العذراء مريم “ها أنا ذا أمةٌ للربّ ليكن لي حسب قولك” أم نحن في كثيرٍ من الأحيان نُفتش على حججٍ نقنع بها أنفسنا حتى نجيب بها الله الفاحص للقلوب والكِلى كما يقول الكتاب.
وفي ضوء العيد والإنجيل، دعى سيادته كل شخص إلى مساءلة نفسه:
” هل أنا صادقٌ في التزامي الإيماني؟
هل أنا صادقٌ في إيماني بالله؟
هل أنا حقيقةً من كل قلبي مؤمن ومطيع لله فعلاً؟ “
وأوضح أن هذا لا يستقيم مع الربّ، لأن الالتزام مع الله كالزواج الذي يشكّل في عمقه وحدانيّة واتحاد، بالتالي في علاقتنا مع الربّ إما أن نريد أن نكون له وحده، أمّ إننا لا نريد حيث ورد في الإنجيل: “من ليس معي فهو عليّ، ومن لا يجمع معي فهو يفرّق”.
وتابع مُركّزاً أن هذا الإنجيل يضعنا أمام تحدّي هل أن وجود العديد من العوائق الحياتية تُشكّل عائقاً أمام التزامنا بالربّ أم إننا في العمق لا نريد أن نلتزم معه؟
ودعى سيادته لتحضير أنفسنا لمجيء الربّ وليتعهد كلٌ منا في داخله أن يفحص ذاته، قلبه، أفكاره ويكون صادقاً وشفّافاً مع ذاته وأن يقول للربّ “ها أنا ذا يا ربّ، فاصنع بي ما تشاء”.
وفي ختام العظة تقدّم بالشكر لسيادة المطران أفرام، أباء الرعيّة جميعاً، مجلس الرعيّة، ومحبة المؤمنين على وجوده بينهم الذي يشكّل بركة له مُتضرعاً إلى الربّ أن يحفظهم بنعمته ويزيدهم وأن يُشدّد الملتزمون كنسياً إخوتهم في الإيمان وأن يكونوا رسلاً للآخرين.
إضافةً، ضرورة الصلاة من أجل راحة أنفس الراقدين ليعزي الربّ قلوب أحبائهم.
قبيل انتهاء القدّاس قدّم المطران أنطونيوس دروع محبة وتقدير لكهنة الرعيّة لما بذلوه في الخدمة بحقل الربّ.
ثم انتقل الجميع الى قاعة الأخ كوستي بندلي في بيت الحركة حيث تلقى سيادته وذويه التهاني.
ختم اللقاء على رجاء التواصل الدائم مع صاحب السيادة المُحب والمعطاء.