استئناف الدراسة – المطران بولس (بندلي)
ان المدارس تفتح مجدداً أبوابها والطلاب يتوافدون لتحصيل العلم، والأساتذة والمعلمون يعدّون العدّة كاملة ليواجهوا مسؤولياتهم عن نفوس حية ارتهنوا لخدمتها.
أيها الطلاب الأعزاء، أنتم دخلتم معركة حقيقية، فالعلم والمعرفة يتطلبان منكم جهداً متزايداً، لا يأتي أي أمر بثمار سهلة المنال، الطريق الذي ينتظركم شاق، لأنكم كالناحت في الصخر لكي يبرز صورة تحمل الملامح الكاملة للشخص فتكلف الناحت جهداً كبيراً، كذلك ما أنتم قمتم به الآن بعزم صادق يُظهر أنكم على الله متوكلون فلن يتزعزع أبداً رجاؤكم، وستُعطون من فوق قوة تنتصرون فيها على كل الصعاب.
أيها الأساتذة نعرف أنكم لا يرتاح بالكم الاّ وأن تصلوا بالسفينة إلى مينائها الأمين. ان الله الموحي لضمائركم الحية يعطيكم اقداماً وعزماً لكي تنحنوا فوق البراعم البشرية الموكلة إلى محبتكم، ان نفوساً حية في عنايتكم، أنتم لا تمارسون مهنة مأجورة ولو كنتم تستحقون أجركم الذي يتجاوز اطاره المادي الضروري حتماً لكي يصل إلى أجر يسديه الله لكم بنعمته القدوسة.
أما الأهل فنعرف كم يضحون في سبيل فلذات أكبادهم لكي يتمكنوا من التحصيل العلمي المرجو -ومع كل صعوبات هذا الدهر وبنوع خاص في هذه الأيام قد وضعوا نصب أعينهم أن أبناءهم وبناتهم يجب أن يتابعوا تحصيلهم العلمي مهما كلّف من تضحيات.
ففي هذه الأيام ندعو للجميع بالتوفيق وبالتغلب على الصعاب -ان كان الله معنا فمن علينا- تشددوا ولتقوَ قلوبكم يا جميع المتكلين على الرب، وسنة مباركة مثمرة ان شاء الله تكون لكم. آمين.
نشرة البشارة
العدد 39 – في 29 أيلول 2002
الأحد الرابع عشر بعد العنصرة