الزارع- المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday December 13, 2016 134

الزارع- المطران بولس (بندلي)

في مثل الزارع الذي سمعناه في إنجيل هذا النهار نجد أن الزرع الذي هو كلمة الله يجب أن يجد في النفوس البشرية التي هي الأرض التي يُزرع فيها، ما يساعده على النمو. والأرض هي نفسنا ونفوس الناس أجمعين.
فعلينا أن نتعب ونجاهد لكي تكون أرض نفوسنا صالحة لتتقبل الزرع ولنموه فيها -وهذا لا يأتي بطريقة سهلة- هناك تعب مستمر لكي نعدَّ الأرض. ألم يتكلم القديس بولس عن “الزارع بالدموع”، مشيراً هكذا إلى جَبْلِ الأرض بدموع الذي يفلحها، هكذا أيها الأحباء نحن مدعوون أن ننتبه إلى حياتنا كيف نعد أنفسنا بالدموع لكي لا تكون طريقاً يختطف الطيور منها الحبوب ولا الأرض الصخرية التي ينبت فيها الزرع إلى حين ثم تحرقه الشمس فيتوقف نموّه، ولا الأرض المملؤة شوكاً يخنق الزرع فتذهب الأتعاب وكأنها لم تجد نفعاً، بل تكون الأرض الصالحة المعدة التي ترويها نعمة الله بماء الحياة فتنبت الثمر اليانع والحصاد الوافر. فنتابع ونقول مع بولس “ان الذي يزرع بالدموع يحصد بالبركات.

وفي الوقت نفسه ننذر بعضنا البعض بالدموع أيضاً ساعين أن تكون أراضي اخوتنا في الإنسانية أي كل الذين يحيطون بنا أو نلتقي بهم، معدَّة كي تتقبل حقاً كلمة الحياة الإلهية. نحن مسؤولون عن الآخرين، ملتزمون إياهم أمام الرب. خلاصهم يهمنا كخلاصنا فلا نستطيع أن نبقى غير مبالين بهم…
يا أحبة دعاؤنا أن يقوينا لكي نودع أنفسنا وبعضنا بعضاً وكل حياتنا للمسيح الإله فيتمجد الله معنا إلى أبد الدهور. آمين.

نشرة البشارة
العدد 41 – في  13 تشرين الأول 2002  
الأحد السادس  عشر بعد العنصرة
آباء المجمع المسكوني السابع

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share