دعـــــــــــــاء – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday December 13, 2016 137

دعـــــــــــــاء  – المطران بولس (بندلي)

نداء إلى الآباء بمناسبة عيد الميلاد
تعاطي الميسر(لعب القمار)

أيها الأحباء،
بعد أيام قليلة سنعيّد لعيد ميلاد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح. سنسمع عن الطفل الإلهي أن مريم أمه وخطيبها يوسف لم يجدا لهما مكاناً في المنزل فاضطرا أن يذهبا إلى مغارة لتلد فيها العذراء الكلية القداسة إبنها خالق السماء والأرض، الذي له الأرض بكاملها الدنيا وكل الساكنين فيها. والملاك المبشر بولادته قال للرعاة البسطاء لقد “وُلد لكم” صبي، فذهبوا فوراً إليه لأنهم تيقنوا إنهم ذاهبون إلى من تنازل أن يصير “إبنهم” والصبي سيُشرد هارباً من طاغ شرس هو  هيرودوس الذي أراد “تصفيته”، فقتل الأطفال رافضاً أن يعتبره ولداً له “حق أن يعيش” إلى أن مات الطاغي، فأعاده الله مؤكداً أنه دعى “إبنه” من مصر…

تتابعت الأحداث فتعرف عليه الآب قائلاً: “هذا إبني” هكذا فيما بعد على طريق الآلام حيث تجلى الإبن على طور ثابور فتأكدت الكلمة: “هذا هو إبني”.
يا أبنائي الأحباء الذين نراكم تحبسون أنفسكم في غرف ضيقة يملأها دخان سجائركم وتلتهون بما يهلك حياتكم، عن عائلاتكم وأبنائكم. الا تفكرون بزوجاتكم المحتضنات لأولادكم؟ شريكات حياتكم وأولادكم  وليسوا أولاد غيركم ينتظرون متى تعودون، متى يعود الأب منكم، وأنتم آباء، إلى أبنائكم كما فعل الرعاة الذين أعلموا أن صبياً افتقدهم من السماء فأتوا اليه -المطلوب بإلحاح منكم  أن تكونوا مهتمين برعية صغيرة أمنكم الله عليها، وأرجو أن تكونوا أمناء!
 هل تفكرون بالمجوس الملوك الآتين من المشرق فقطعوا المسافات الشاسعة قاصدين الطفل الإلهي المولود من أجل العالم أجمع، ولما رأوا النجم الذي كان يقودهم فرحوا كونهم أصبحوا قادرين أن يتابعوا الطريق المؤدية إلى “طفل”. اننا ندعوكم أن ترجعوا بفرح إلى بيوتكم لتروا أبناءكم -تأكدوا أنه لا يوجد في الدنيا ما يسر قلوبكم مثل رؤية أولادكم وابتسامة الفرح التي أنتم وحدكم تستطيعون أن تضعوها على محيّا أولادكم. الا تظنون أنه حان الوقت لكي تغادروا طاولات صماء بكماء تخسرون عليها أموالكم وترجعوا بتوبة إلى عائلاتكم حاملين أهم عطية تقدموها إلى أهل بيوتكم وهي شخصكم المحب الذي يغني عن أمور كثيرة بل عن كل الأمور الأخرى.
يا أحبائي “لنصغِ” كما تقول طقوسنا المقدسة، والرسول بولس يردد قائلاً: “اذا سمعتم صوته لا تصموا آذانكم”، أملنا كبير أنكم ستتركون طاولات القمار التي كما تعلمون لا تخلّف الاّ الدمار وتأتون إلى بيوتكم ترافقون الأحباء فيها بأمانتكم المعهودة التي لنا ثقة كبيرة فيها والتي ستُبنى بيوتكم عليها بناءً راسخاً لا يتزعزع تمجدون فيها الطفل المولود من أجلنا مرنمين مع الملائكة: “المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة”.
الا بارك ربنا حياتكم وعائلاتكم وأعاد هذا العيد المجيد عليكم لسنين عديدة وبهجته في قلوبكم وقلوب أبنائكم وكل عام وأنتم بخير.

نشرة البشارة
العدد 52 – في 29 كانون الأول 2002  
 الأحد بعد الميلاد

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share