طوبى للذين لم يروني وآمنوا – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday December 13, 2016 104

طوبى للذين لم يروني وآمنوا  – المطران بولس (بندلي)

إن هذا الكلام الذي تلفَّظ به الرب يسوع مخاطباً الرسول توما يشمل جميع الذين سيؤمنون عبر الأجيال… يخرج الإيمان من إطاره العادي… يخرج من مجاله الفكري المحض… يتجاوز الوسائل العادية التي نفكر بها لكي نقبل بفكرة ما…
إن الإيمان الذي يقرِّظه الرب يسوع يستند بالفعل إلى “رؤية للرب يسوع” لم تعد تلك بأعين الجسد، أصبحت رؤية داخلية تعاش حقيقة، إنها التأمل “الصامت” ولكنه “الحي” بالرب يسوع الحي الدائس الموت بموته…

ينتهي المقطع الإنجيلي في هذا اليوم المبارك بنقلنا إلى النظر إلى الأشياء الكثيرة التي صنعها يسوع والتي لم تدّون في الإنجيل المقدس، فما كتب لم تكن غايته يوماً ما، ذرّ الرماد في العيون فلا تعود قادرة أن تبصر ما يجب أن تبصره، إنما كتبت لنؤمن ان يسوع هو ابن الله الحي الواهب الحياة للجميع وكنتيجة لهذا الإيمان بالله الذي أعطانا بموته من أجلنا وبقيامته من بين الأموات، قد أعطانا أن نحيا بحياة هو نفسه مصدرها، أن نحصل إذاً على الحياة التي بمن هو الحياة التي هي نور الناس…
فهذا هو ما نتوسل إلى الرب يسوع أن يهبنا إياه…
أعطنا يا رب نحن الذين على أرض فيها كل ظلمة العالم ونحن معرضون فيها أن تعمى بصائرنا فلا نعود نبصر نورك، أعطنا أن نراك حقيقة أنت النور الحقيقي الذي أتيت إلى عالمنا لكي تمنحنا النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان أتى إلى العالم فنصرخ إليك مع توما: “ربي وإلهي المجد لك”

نشرة البشارة
العدد 19 – في 12 أيار 2002
أحـــد توما

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share