الأعجوبة – المطران بولس (بندلي)

mjoa Friday January 20, 2017 82

الأعجوبة – المطران بولس (بندلي)

-كثيراً ما نسمع بالعجائب ويطرح السؤال على الرئاسة الروحية: ما رأيك بها؟
هل نصدّق ما نسمعه أو لا نصدقه؟ ما هو الموقف الذي تنصحنا الكنيسة المقدسة به؟
-ان الجواب قد سبق لغبطة أبينا البطريرك اغناطيوس الرابع أن أعطاه معبّراً عن عقيدة الكنيسة الأرثوذكسية المقدسة في هذا الموضوع:
1-نحن نؤمن بالعجائب.
2-نحن نؤمن أنها تحدث باستمرار وأنها أكثر بكثير من تلك التي يتناولها الاعلام البشري.
-ألم يقل الانجيلي يوحنا عن عجائب الرب يسوع: “وأشياء كثيرة صنعها يسوع لم تُكتب في هذا الكتاب، انما كُتبت هذه لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم اذا آمنتم حياة باسمه”.
-انما المأخذ على طريقة اعلان العجائب فهو للسببين التاليين:
1-انها باستقطابها الأنوار فهي تُنسينا الأهم وهو تحنن الله تجاه الانسان والحاجة الى الايمان بالله لكي تكون لنا حياة باسمه. الخطر بذلك هو أن ننسى غاية العجائب وهي التأمل بقدرة الله غير المحدودة في الوقت الذي تظهرها التفاصيل في آفاق ضيقة جداً تلهينا بالتالي عن الحياة في الله التي نحن مدعوون اليها.
2-يمكن من أجل “الدعاية” و”بحسن نية” ان تُضاف اليها تفاصيل غير صحيحة أو على الأقل غير دقيقة مما يجعل الانسان يشك بصحتها وليس فقط بها بل بكل أعجوبة وكأننا به يصل الى رفض مبدأ الأعجوبة بالمطلق وهذا يشكّل طبعاً كارثة روحية كبيرة ربما أطاحت حتى بإيمان الانسان بالله.

-أيها الأحباء، نلفت انتباهكم الى النقاط التالية:
1-ان الأعجوبة أكيدة ومستمرة في حدوثها.
2-ان مصدرها الله وحده. ألا يقول الكتاب المقدس: “عجيب الله في قديسيه” و”أي اله عظيم مثل الهنا أنت هو الله الصانع العجائب وحدك”.
3-ان العجائب التي قام بها الرب يسوع، وهي كثيرة، لم تكن “للدعاية” لأنه كان يطلب الى من حوله الاّ يعلموا أحداً بما حدث وكثيراً ما كان يحجب نفسه عن الأنظار، همّه الوحيد هو أن يخدم الانسان ويعزيه.
4-عندما كان الرسل القديسون يقومون بالعجائب، فلم يأخذوا منها أية مكافأة بشرية ولم يحصدوا منها أي افتخار بشري بل كانوا يُجيّرون الشكر لله وحده كونه صانع العجائب وحده.
5- ان الكنيسة المقدسة تلفت انتباهكم الى العجائب الخفية التي لا تشاهدها “الأعين الاعتيادية” بل تكشفها “أعين الايمان” فلن تُنسينا “العجائب الباهرة” أهم أعجوبة تحدث في كل قداس الهي حيث يتحول خبزنا وخمرنا الى أعظم هبة يعطينا اياها الله وهي جسده ودمه الكريمان فنتناولهما بإيمان وخوف الله دون أن نحترق بنار اللاهوت الداخلة الينا مع أننا عشب.
6-ان الكنيسة المقدسة اذ تحتفظ بالإعلان عن الأعجوبة تحرص بذلك على اعلان حقيقة الأعجوبة الأكيدة واستمرارها وهاجسها الأوحد الاّ يشك المؤمنون بقدرة الله أن يصنع العجائب في قديسيه -فنصرخ اليه:
“عجيب أنت يا رب في قديسيك”
 أهلنا أن نسجد لك بالروح والحق دائماً. آمين.

نشرة البشارة
الأحد 5 تشرين الأول 2003
العدد 40
الأحد السادس عشر بعد العنصرة

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share