العشاء الإلهي – المطران بولس (بندلي)

mjoa Friday January 20, 2017 125

العشاء الإلهي – المطران بولس (بندلي)

في هذا اليوم المبارك دعوة إلى العشاء وأي عشاء!
إنه عشاء عظيم يدعونا اليه الله! والداعي اليه هو الذي يجعله عظيماً! وعظمة الداعي تجعلنا في كرامة لا يمكن وصفها! هل نعي ذلك؟
إذا ما دعانا البشر فنحن لا نعتذر أبداً لأننا بشر مثلهم ولكن ان دعانا الله فالمسألة فيها نظر! نفكر إذا كنا نلبي أم لا!
والتساؤل الذي يطرح هو دائماً هل لنا مصلحة في تلبية الدعوة أم لا؟
مع الناس نجد دائماً مصلحة تجمعنا بهم أو بالاحرى تجبرنا على تلبية الدعوة. أما مع الله، فنعتبر بدالة تجاهه اننا لا نحتاج اليه ولذلك لا سبب لتلبيتنا الدعوة فنلنتهي عنه بشراء أرض يجب أن نتأكد أننا لا نغش بشرائها أو شراء فدادين بقر فيجب أن نجربها أو تزوجنا فيجب أن نكون مع شريكة حياتنا.

مسكين أنا إذا ما فكرت كذلك! مسكين أنا لأنني استغني عن الله عوض أن استغني به أي أن يكون هو غنائي ومركز أساسي لثروة حقيقية لا يستطيع السارقون أن يسرقوها مني.
أجل! مسكين أنا لأني لا أعرف أن أحفظ اللؤلؤة الثمينة وبالحري التي لا ثمن لها ولن أستطع أن أحتفظ بها! هذا هو وضعي التعيس إذا لم أعتبر ان الله وحده هو الذي يعطيني معنى وجودي ويؤكد شخصيتي الانسانية ويعطيها قيمتها الحقيقية التي تفوق كل قيمة استطيع أو يستطيع أياً كان اعطاءها اياها سوى ذلك الإله الحي الذي أتى اليَّ لكي يعطيني قيمتي الأساسية ولذلك دعاني إلى عشائه الإلهي.
أيها الأحباء نحن مدعوون إلى العشاء الإلهي العظيم فلا ندع الفرصة تفوتنا!
نحن مدعوون أن نصبح مساكن حية للروح الإلهي فلا نهمل ذلك! لنجتهد بأمانة حب من أحبنا حتى الموت لكي نصل إلى الخدر الإلهي الذي يدعونا هو اليه.
حينئذ نستطيع أن نستقبله في تنازله مع مصف الأجداد الذين انتظروه فطربت قلوبهم وخفقت عندما أتى إلى أرضنا المظلمة لكي ينيرها بالنور الإلهي الذي يحمل هذا النوع الذي سطع في ظلمة مغارة للبهائم للمسيح الإله النور من النور له الكرامة والسجود إلى أبد الدهور. آمين.   

نشرة البشارة
الأحد 14كانون الأول 2003
العدد 50
أحد الأجداد

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share