السلام الحقيقي- المطران بولس (بندلي)

mjoa Thursday January 26, 2017 91

السلام الحقيقي- المطران بولس (بندلي)
رسالة بمناسبة أسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنائس

السلام الحقيقي
أيها الأحباء في الأسبوع الممتد بين الثامن عشر من كانون الثاني والخامس والعشرين منه نرفع الصلوات في كنائسنا جمعاء لكي تتحقق وحدة الروح برباط السلام بين المؤمنين كافة، فيلتقي أبناء الله في رعية واحدة كما أرادها راعيها الأوحد الرب يسوع المسيح الذي أوكل إلى بشرٍ ضعفاء مثلنا أن يرعوا كنيسة الله المفتداة بالدم المهراق على الصليب وذلك بفضل نعمة الروح الإلهي التي في كل حين للناقصين تكمِّل وللمرضى تشفي.

لقد صلّى الرب يسوع لكي نكون واحداً كما هو والآب ولكي لا تكون هذه الوحدة واهية، غير ثابتة أكد لنا سلاماً يعطينا إياه لكي نثبت في محبته وتصبح وحدتنا غير عازلة إيانا في قوقعة بغيضة على أنفسنا، لذلك اسسها على سلام منحنا إياه ليس على شكل سلام نعرفه في العالم وهو في غالب الأوقات، سلام خوف أو مصلحة فيزول عندما يزول الخوف أو عندما تغيب المصلحة، بل سلام ثابت، دائم، منتصر بنعمة إلهية منحنا إياه على مخاوف العالم ومصالحه.
هذا هو السلام الذي اعطانا إياه قائلاً: سلامي أعطيكم (يو27:14) وقد أعطانا إياه بموته المحيي على الصليب وهكذا أصبح يسوع المسيح المصلوب سلامنا وهكذا جعل الاثنين واحداً وهدم حائط السياج المتوسط وحصلت الوحدة بصليب ضم كل أبناء الله المتفرقين بسبب العداوة إلى إتحاد واحد رافعاً إياهم من الأرض إلى السماء لكي يتحدهم بالله.
أيها الأحباء لننظر إلى الصليب ونصلب عليه أهواءنا وزلاتنا وضعفاتنا فنلتقي عندئذ ببعضنا البعض في ربنا يسوع المسيح المصلوب وتتحقق فيه وليس خارجه المصالحة التي سفك دمه لكي تتحقق فينا. ولنطلب سلامه الذي يثبت قلوبنا في محبته ولنتذكر أن الوحدة المطلوبة ليست وحدة شكلية بل هي رباط بين بعضنا البعض مؤسس على إيماننا الأساسي بوحدتنا التي لا تستطيع أن تنال منها كل عواصف العالم ومصالحه لأنها ثابتة في ربنا يسوع المسيح اساسها وعامودها ودعامتها وحجر زاويتها له نقدم السجود والشكر والتمجيد مع ابيه الذي لا بدء له وروحه القدوس إلى الأبد. آمين.

نشرة البشارة
الأحد 18 كانون الثاني 2004
العدد 3

أثناسيوس وكيرلس

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share