كلمة في لقاء التضامن مع فلسطين والعراق في حلبا – المطران بولس (بندلي)

mjoa Monday January 30, 2017 125

كلمة في لقاء التضامن مع فلسطين والعراق في حلبا  – المطران بولس (بندلي)
كلمة صاحب السيادة المتروبوليت بولس بندلي
في لقاء التضامن مع فلسطين والعراق في حلبا
“ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تبنون قبور الأنبياء وتزينون مدافن الصديقين وتقولون لو كنا في أيام آبائنا لما شاركناهم في دم الأنبياء. فانتم تشهدون على أنفسكم أنكم قتلة الأنبياء. فاملأوا أنتم مكيال آبائكم” (متى29:33-31).
هذا ما سمعناه في سياق الأناجيل التي رتبتها الكنيسة للأسبوع العظيم المقدس الذي رافقنا فيه إلهنا الذي ارتضى أن يصلب كمجرم من أجل خطايا العالم واقتبل الموت والدفن وقام في اليوم الثالث منتصراً على الموت، دائساً إياه بموته وقيامته.

أيها الأحباء الكلام الذي قاله السيد الرب يسوع المسيح لليهود والذي نقله إلينا الإنجيلي متى، هذا الكلام يتحقق بأجلى بيان في الأعمال الهمجية التي تنقلها إلينا أخبار الأراضي المقدسة حيث لا يشفق على شيخ أعزل خارج من مناجاة ربه في صلاة الفجر. فأين احترام الإنسان وحياته التي هي هبة له من ربّه، فكيف يستطيع المرء أن يخالف وصية الله التي تأمر الإنسان الاّ يقتل وهل يستطيع من يخالف وصية الله أن يسمي نفسه وذمرته “شعب الله” فالله الذي يفحص القلوب والكلى لا يُحتكر ولكنه قريب لكل إنسان يتقيه وكيف يتقيه من لا يشفق على أخيه الإنسان ويسلب حياته ألا يسمع القتلة قول الله لقايين قاتل أخيه هابيل “أين هابيل أخوك” (تك9:4) فأراد القاتل ان يتنصّل من جريمته فأجاب “لا أعلم. أحارس أنا لأخي” (تك9:4) لكنّ الله جلَّ جلاله لم يُبرئ قايين القاتل فاستطرد في قوله له “صوت دم أخيك خارج إليْ من الأرض. دم أخيك من يدك” (تك 10:4-11).
أيها السادة،
إن عين الله ساهرة على خليقته. وإذا كانت أعين البشر ينتابها النعاس فعين العليِّ لا تنام، والأرض التي خلقها باريها لكي يحيا الإنسان على وجهها بسلام الله، الذي هو السلام الحقيقي، هذه الأرض التي تباركت عندما وطئتها قدما الإله الذي صار إنساناً ليخلص الإنسان وكلَّ إنسان،
وهل وجد القانون لشيء غير حماية الإنسان وهل هناك حق للإنسان مقدس اكثر من حقه في الحياة، باسم ضمائر البشرية جمعاء نرفع صوتنا إلى رب السماء والأرض أن يرحمنا ويرحم العالم أجمع صارخين: سلِّم حياتنا يا رب وارحمنا وارحم عالمك وخلص نفوسنا واحم الإنسان يا خالق الانسان، يا من وهبته الحياة ولا تسمح أن تنتزع منه، فإنك أنت القدوس وحدك يا أرحم الراحمين. آمين.

نشرة البشارة
الأحد 25 نيسان 2004
العدد 17
المسيح قام ! حقاً قام!

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share