العذراء مريم أم الرب يسوع وأمنا – المطران بولس (بندلي)

mjoa Wednesday February 8, 2017 124

العذراء مريم أم الرب يسوع وأمنا – المطران بولس (بندلي)

عيّدنا في الأحد المنصرم لعيد رقاد العذراء الكلية القداسة والدائمة البتولية مريم ورتبت الكنيسة الأرثوذكسية المقدسة أن نعيد لهذا العيد الشريف ثمانية أيام وسنودعه غداً الاثنين في الثالث والعشرين من آب. وإننا نود أن نلتفت واياكم إلى صليب الرب يسوع وكان واقفاً عند أقدامه التلميذ الحبيب يوحنا وأمه العذراء مريم التي كانت تنظر إلى ابنها الإلهي وسيف الألم يحز في قلبها ولكنها باقية في رجاء قيامته من بين الأموات.
وإذ بالرب ينظر اليها والى التلميذ الحبيب فيقول لها: هوذا ابنك ويتابع قائلاً ليوحنا هوذا أمك، فأخذها التلميذ إلى خاصته.
أيها الأحباء ان يوحنا بوقوفه عند أقدام الصليب كان يمثل البشرية جمعاء المنتظرة الخلاص من الإله القدوس الذي من أجل قداسته لا يترك خليقته، صنع يديه تهلك في خطيئتها المتربصة لها، بل يفديها بدم إلهي مسفوك من أجل خلاصها على صليب تحول من لعنة العار إلى قوة الخلاص النابعة من أنوار القيامة.

ولكن الحمل الذبيح التفت من أعلى صليبه الذي رفع عليه لكي يجذب اليه الجميع فرأى أبناءه وأمه وهو الذي وعد بأنه لن يتركهم يتامى فأرسل لهم الروح الكلي قدسه لكي يجمعهم إلى اتحاد واحد، فسلمهم إلى أمه لكي تكون أماً لكل واحد منهم، وهكذا تصبح أمّ الرب يسوع أماً لكل انسان في العالم، اذاً هي أم لنا ونحن نرفع إلى ابنها الإلهي تضرعات حارة تدعمها بحنوها البشري الحامل الإله وإذ فتحت رحمها ليحل به الإله بحلول الروح القدس عليها، تفتح لنا أبواب تحنن ابنها الإلهي لأن توسلات الأم تقتدر كثيراً بفعلها فنحن مدعوون أن نلتفت إلى ذلك وأن نطلب من الرب ابنها الإلهي أن يرحمنا ويرحم العالم أجمع وأن نأخذ أمه إلى خاصتنا أي أن نقول لها: أيتها العذراء الكلية القداسة يا من قبلت في بشرتها الإله القدوس ابناً لها أعطنا أن ندخل السر الإلهي الذي تحقق فيك وهو غير المعلوم عند الملائكة ونسجد بالروح والحق لإبنك الإلهي ونغبطك مع كل الاجيال كما يليق بك يا أم إلهنا القدوس وأمنا جميعاً. تضرعي إلى الله أن يقوينا في محبته وأن نبقى أمناء لإبنك الإلهي له الكرامة والسجود إلى أبد الدهور. آمين.

نشرة البشارة
الأحد22 آب 2004
العدد 34

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share