«أمراض وسائل الإعلام الجديدة: حماية وشفاء» محاضرة للد. جان كلود لارشيه

mjoa Thursday February 23, 2017 200

«أمراض وسائل الإعلام الجديدة: حماية وشفاء» محاضرة للد. جان كلود لارشيه

larche1

بدعوة من دير سيّدة البلمند ومعهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ، ألقى الدكتور جان كلود لارشيه محاضرة في ٤ شباط بعنوان «أمراض وسائل الإعلام الجديدة: حماية وشفاء». غصّت القاعة الأثريّة بحضور أتوا من كلّ المناطق. هذا بعض ما قاله:

«غزت وسائل الاتّصالات الجديدة المجتمعات بدءًا بالتلفزيون وصولاً إلى الكومبيوتر والإنترنت والهواتف الذكيّة المنتشرة. نتجت من هذا الانتشار أمراض جديدة لا يعيها الناس… لا شكّ في أنّ لهذه الأجهزة وتكنولوجيّاتها فوائد جمّة إذا أُحسنَ استعمالها. لكن إذا استُعملت لأوقات أطول فأطول من دون تنظيم ولا ضوابط، يُصبح الإنسان محكومًا بالأجهزة التي نجحت في تغييره بالعمق.

nadwa1إنّ طريقة عمل هذه الوسائل تؤثّر بعمق في عادات الإنسان وطريقة عيشه وعلاقته بالآخرين. ويشير بعض الباحثين إلى تأثير أكيد على الدماغ… عندنا إنسان جديد هو «الإنسان الموصول» استبدّت به وسائل التواصل… والنتيجة انغلاق بالتدرّج.

– من النتائج السلبيّة الملموسة لاستعمالنا هذه الوسائل التي تأكل كلّ الوقت، خلق إنسان غير صبور وغير متسامح، مُحبَط، يصل إلى حالة إدمان وشكل من العبادة لهذا النظام التواصليّ المتواصل.
– كما نرى تدهورًا للحياة العائليّة والاجتماعيّة إذ كثُرت مواقع التواصل من دون تواصل حقيقيّ. يعيش الإنسان في عالم افتراضيّ يدمّر العلاقات بين أفراد العائلة والأصدقاء. كلّ شخص منطوٍ على جهازه، ينتج من هذا انطواء على الذات وشكل جديد من التوحّد (autisme). تُستبدل فيه بعلاقات افتراضيّة (virtuelle) العلاقات الحقيقيّة، تنتج منها حالات نفسيّة مرضيّة: الانهيار العصبيّ والانتحار. ربّما للشخص ألفا صديق على الفايسبوك وفي الواقع ليس له صديق واحد في حياته. هذا عدا اللقاءات السيّئة على وسائل التواصل: مخدّرات، جنس، بدَع، مضايقات، احتيالات…

nadwa2– هناك أيضًا إلغاء الحياة الخاصّة وتأثير سلبيّ على الصحّة: إهمال الجسد، أرق، تعب، أوجاع في العنق والعمود الفقريّ، بالإضافة إلى أمراض نفسيّة: ضعف تركيز، قلّة إنتاجيّة وفاعليّة، ضعف الإرادة إذ يصبح الإنسان موجّهًا بمعلومات ربّما تكون غير صحيحة، فقدان الاستقلاليّة، تمحور حول الذات، تدنٍّ في المهارات الثقافيّة والمدرسيّة (ركاكة الإنشاء، ضعف المفردات، أغلاط إملائيّة)، ضعف الذاكرة، قراءة سطحيّة، تدنّي التفكير وتنظيم الأفكار.

– ظهور صنميّة جديدة للوسائل الجديدة: يكرّس الإنسان كلّ وقته لها، على حساب علاقته مع الآخرين ومع الله في الصلاة. يفقد الإنسان الهدوء والصمت الأساسيّين للحياة الروحيّة.

أمّا وسائل الوقاية فتقوم على توعية الذين يستعملون وسائل الاتّصال، وبالأخصّ حماية الأولاد، لأنّنا نرى انجرافا جماعيًّا وراءها، واهتمامًا زائدًا بها يشجّع عليه القائمون على إنتاج وسائل الاتّصال من أجل خلق إنسان جديد مسيّر بالكامل.

نشرة رعيتي

26 شباط 2017

 

nadwa    larche

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share