اللياقة والترتيب في اللباس- المطران بولس (بندلي)

mjoa Friday March 10, 2017 145

اللياقة والترتيب في اللباس- المطران بولس (بندلي)

لتكن أعمالكم بلياقة وترتيب!

هكذا يخاطب الرسول بولس المؤمنين وبهذا نتوجه اليكم كأولاد أحباء!

فنحن في عالم تكثر فيه التجارب، تكثر فيه الدعوات الى الإنفلات على أساس ان الإنسان كائن “حرٌ” ويجب أن يعيش “حريته” هذه بكل مظاهرها وبنوع خاص فيما يتعلق باللباس.

ويضاف على ذلك ان الإنسان كائن إجتماعي لا يستطيع أن يتصرف بشكل مخالف للأشكال حوله وبالتالي لا يُسمَحْ له أن يلبس بشكل مختلف عن “الزي” الذي لدى الآخرين بالإضافة ان المناخ الطبيعي حولنا حار فلا يمكن للإنسان أن “يرتاح” الى لباس محتشم يتضايق منه كثيراً!

أيها الأحباء بالرب!

إن كانت “الحرية” ينادى بها “كشعار” يُفرغ كثيراً من الأحيان من معناه الحقيقي، فنحن نؤمن بأننا حصلنا بدم الابن الالهي يسوع المسيح على الحرية الحقيقية التي منحت للإنسان -حرية أبناء الله- التي منحت للجنس البشري كافة بواسطة صليب رفع على تلة الجلجلة، صليب مات عليه الفادي القدوس لكي يُعتقنا من قيودنا فيمنحنا “الحرية” الحقيقية التي لا يستطيع أحد أن ينزعها منّا وهذه الحرية المشتراة بالدم نحن مدعوون أن نتمسك بها وبها وحدها!

هل ننسى كلمة رسول الأمم عندما يقول ألست حرّاً؟ ومع ذلك عندما يتذكر عثرة المؤمنين يستدرك فيقول: “اذا كان أكل الطعام يشكك أخي فلست آكل لحماً الى الأبد لكي لا يعثر أخي” فالحرية الحقيقية تقوم في تصرف يسعى فيه الانسان الاّ يُعثر أخاه واذا تصرف هكذا يحقق العلاقة الإجتماعية الحقيقية والتي تربطه بشكل وثيق بإخوته الذين لا يرى فيهم مجرد “كائنات إجتماعية” بل يتأمل فيهم صورة الله ومثاله المدعوة أن تتلألأ كالشمس في الذين اشتُروا مثله بدم أهرق لكي يعتق الإنسان من عزلته فيصبح بصلة كاملة مع “أخيه” الذي مات المسيح من أجله أيضاً!

نحن مدعوون أن ننتبه الى ذلك!

الأمر لا “يفرض” علينا فرضاً بل بحرية أبناء الله نتصرف بلياقة وترتيب فيتمجد أسم الله القدوس المبارك في أرواحنا وفي أجسادنا التي هي “لله” وفيه تجد كل استقرارها وقوتها ومعنى وجودها.

آمين.    

نشرة البشارة

الأحد 28 آب 2005
العدد 35

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share