كلمة في إحتفال مركز عكار بمناسبة الذكرى الرابعة والستين لتأسيس الحركة – المطران بولس (بندلي)

mjoa Tuesday March 14, 2017 158

كلمة صاحب السيادة المتروبوليت بولس بندلي
في إحتفال حركة الشبيبة الأرثوذكسية –مركز عكار بمناسبة الذكرى الرابعة والستين لتأسيسها

في المدرسة الوطنية الأرثوذكسية – الشيخطابا

بتاريخ 18/3/2006

أيها الأحباء،

تبارك الرّب إلهنا الذي أنعم علينا بأن نرى أبناءنا في حركة الشبيبة الارثوذكسية مجتمعين معاً لإحياء الذكرى الرابعة والستين لتأسيسها. إنه يوم مبارك تجتمعون فيه لتجددوا العهد لسيد الكنيسة الاوحد، فاديها ومقدسها. فأقول لكم: “كل عام وأنتم بخير والى سنين عديدة أيها الأحباء في الرّب”.

ولأني على يقين بأنّ لقاءكم في عيدكم الميمون هو –كما أردتم أن يكون– وقفة تأمل بما يريده الله منكم وددت أن أستبق يوم غد بقراءة ما سوف تسمعونه في مقطع الإنجيل حسب مرقس المرتّب من الكنيسة المقدسة للأحد الثاني من صومنا الأربعيني المقدس.

ماذا نقرأ؟

“ثم دخل، ( أي الرّب يسوع )، كفرناحوم بعد أيام ، فسمع أنه في بيت” (مرقس1:2) – أي وصل خبر حضوره، وأرى فيكم أنكم مستعدّون ليس فقط أن تعرفوا أنه هنا، كما وعد لمّا قال أنا معكم كل الايام حتى انقضاء الدهر ولكن لأنكم سمعتم صوته ولم تصمّوا آذانكم، أنتم بدوركم تعاهدونه أن تسمعوا الآخرين إنه حاضر كما نسمع عن مرتا عندما لاقت الرّب كيف أنها: “مضت ودعت مريم أختها سرّا قائلة المعلم قد حضر وهو يدعوك” (يوحنا28:11).

فاذا كنتم تدعون الآخرين، فأنتم تدعونهم لملاقاة الرّب يسوع الذي يخاطبكم و”يخاطبهم بالكلمة” (مرقس2:2) بالكلمة الالهية، كلمة الحياة.

ومن الطبيعي ان تجدوا أناساً يرفضون المجيء الى الرّب يسوع بسبب الإسقاطات التي نسقطها نحن البشر على الوجه الإلهي القدوس فيجرّب الإنسان عند أول وهلة أن يقول كما قال نثنائيل: “أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح” فيقوّينا الرّب كي نجيب مثل فيليبس: “تعال وانظر” (يوحنا46:1).

ويتابع مقطع الإنجيل حسب مرقس قائلا: “وجاؤوا اليه مقدمين مفلوجا يحمله أربعة” (مرقس3:2).

هذا يدعوكم أيها الأحباء، يا من سمعتم صوته يناديكم -كما ترنمّون في أحد أناشيدكم- وأردتم أن تسمعوه للآخرين، أن تفكروا إنه في الواقع، ستجدون أناساً اسمعتموهم نداء الرّب ولكنهم عاجزون بسبب الضعف البشري المستحوذ علينا جميعا بأن يأتوا الى الرّب كي يسمعوا كلمته، فأخالكم مستعدّين الاّ تستعفوا من خدمتهم، بل أن تحملوهم، رغم الصعوبات البشرية الحقة، وأن تأتوا بهم الى سيدهم وسيدكم الذي يقول لهم ولكم: “تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وأنا اريحكم” كونه حمل الله الرافع خطيئة العالم.

وسوف ترون في سيركم بهم نحو الرّب ما رآه الحاملون الأربعة الذين “لم يقدروا ان يقتربوا اليه من أجل الجمع” فهل أنتم مستعدون أن تتحدّوا الصعوبات البشرية بنعمة المسيح، وأن تعملوا ما عمله الرجال الأربعة الذين “كشفوا السقف (أي الحاجز المادي الذي إنتصب بينهم وبين الرّب) حيث كان وبعدما نقبوه، دلّوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعا عليه (مرقس4:2) –فإن جمود الحواجز التي تعترض طريقكم وطريق من تحملون الى المسيح ليس وهما بالكلية– إنه حقيقة واقعية لا تستطيعون أن تتعاموا عن رؤيتها.

ولكنكم متّكلون على من قال : “ما هو غير مستطاع عند الناس مستطاع عند الله” فما هو موصوف في اللغة البشرية كمهمة مستحيلة انما هو مستطاع بمعونة من قال عنه بولس: “إنني أستطيع كلّ شيء بالذي أحبني” فليحمكم “إله شبابكم” الذي أسأله أن يمنّ عليكم بشباب لا يقتصر على السنّ الطبيعية للشباب بل يجدّده كالنسر فيكم  فيتسنّى لكم ان تحيوا بنعمته شبابا أبديا حتى تسمعوا صوته العذب القائل: إيمانك بي والذي أنا أحييه فيك خلصك فامض بسلام ويشمل الخلاص إخوتكم الذين تتعهدونهم أمام الله بمحبتكم لأن الرّب يرى إيمانكم فيشفيكم ويشفي بكلمته كل من تأتون به اليه، كل عام وأنتم بخير.

نشرة البشارة

الأحد 26 آذار 2006
العدد 13

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share