الثمن الغالي لكرامتنا – المطران بولس (بندلي)

mjoa Thursday March 23, 2017 161

الثمن الغالي لكرامتنا – المطران بولس (بندلي)

يتوجه الرسول بولس الى أهل كورنثوس بهذه الكلمات: “قد اشتريتم بثمن” وإذا تذكرنا صلوات خدمة الآلام الخلاصية تردد في آذاننا “إشتريتنا من لعنة الناموس بدمك الكريم لما سمرت على الصليب، وإذ طعنت بحربة نبعت للبشر عدم الموت…”.

وكان الرب قد أعلن في إنجيله المقدس: “ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟” (مر36:8-37).

لنتأمل أيها الأحباء بقيمة إنسانيتنا التي منحها الله لنا! الإنسان مخلوق من الله وله كرامة أعطاها إياه الله نفسه، ولكننا في عالم كثيراً ما تهدر فيه هذه الكرامة، ويعرض الإنسان نفسه، بسبب ظروف قاسية، للبيع والشراء، ولذلك يلفت الله بكلمته إنتباهنا الى هذه القيمة التي لا يمكن تحديدها بأرقام والسعي للمحافظة عليها باستمرار.

أيها الأحباء، هل نلتفت لقيمة كرامتنا الإنسانية؟ هل نعي أن هناك أشخاصاً يموتون من أجل الحفاظ عليها، وبدونهم نطرح على أنفسنا السؤال الذي طرحه الرب على تلاميذه: “وماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟” وإذا وعينا قيمة إنسانيتنا وهمنا أن لا نفقدها، هل نفكّر بجنودنا البواسل الذين يموتون ليفدوا كرامة الوطن الجريح وابنائه أجمعين. حذاري ألا ننتبه بالمقدار الكافي الى هذه الأمور الهامة جداً. لا نستطيع أن نلهو عن هذا الأمر الأساسي، يدفع عنّا ثمن باهظ من قبل جيش باسل يسهر على كياننا وبالتالي على كرامتنا الإنسانية حتى على حساب حياته. فإن أفراده يموتون لكي نفدى نحن، وهل نذكر أنفسنا وجدانياً بكلمة الرسول بولس: “قد اشتريتم بثمن” أي انكم تحررتم من عبودية الموت بفدية قدمها عنكم شهداء أبطال لم يخافوا الموت بل واجهوه بكل إيمان بأن الله لن يترك تضحيتهم تذهب سدى بل قبلوا أن تزرع أجسادهم في أرض الوطن كحبة الحنطة التي إن ماتت لا تبقى لوحدها بل تأتي بثمر كثير.

أهلنا الله أن نلتفت الى كرامة إنسانية أعطيناها والى حرية أبناء الله فينا التي سقاها شهداء ابرار بدمائهم الذكية وحفظ الله وطننا الحبيب من الأشرار المتربصين له، وصان جيشه قائداً وضباطاً وجنوداً بنعمته الفائقة كي يبقى حصناً منيعاً للوطن.

نشرة البشارة

الأحد 5 آب 2007
العدد 31

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share