الحياة المنتصرة على الموت – المطران بولس (بندلي)

mjoa Thursday March 23, 2017 177

الحياة المنتصرة على الموت – المطران بولس (بندلي)

وفي اليوم الأول من الأسبوع، وبعد مائة وستة أيام إنتصر جيشنا على الموت. ها هو بتضحياته الجسيمة التي لا نستطيع أن نجد وصفاً لها، ها هو بمواكب شهدائه وشهداء الصليب الأحمر ينتصر على الموت.

لم ينزل جنودنا الأحباء عن صليب الوطن لأنهم آثروا الموت كونه يدخلهم ويدخل بلدنا الذي أحبوه حتى الموت الى الحياة الحقيقية المنتصرة على الموت. وكما أن الرب داس الموت بموته، لقد غلبوا هم أيضاً الموت بموتهم، وكما أن الرب وهب الحياة للذين في القبور، هكذا تجددت حياة أبناء البلد الحبيب.

أما الاوجاع والجراح وكل آثار الحرب الدامية التي حملها الشهداء الأحياء من جيشنا الباسل فدخلت الى شركة الجراح التي تحمّلها الفادي الإلهي من أجل معاصي البشر، وكما يقول الكتاب العزيز: “وبجراحه نحن شفينا”. فلنا الرجاء أن جراح الوطن تتبلسم ونشفى نحن أبناؤه من الجراح والضياع الأعمى الذي نحن معرضون كثيراً له، ويلهم مسؤولينا الحكمة والدراية لإيصاله الى الميناء الأمين.

يا جيشنا الباسل، قائداً وضباطاً ورتباء وأفراد، إنكم قد إنتصرتم على الشرير، فنقول لكم كما قال القديس يوحنا اللاهوتي في رسالته الأولى الجامعة: “كتبت إليكم أيها الشباب لأنكم أقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم”، أنتم أقوياء بنعمة الله، أنتم أبطال ببطولة عزيزة قوية لا يمكن أن يقف أمامها الشر الطاغي، وكما قال القديس بولس: “جاهدت الجهاد الحسن، حفظت الإيمان، أتممت السعي، لذلك إكليل المجد معد لي”. أنتم تستحقون الإكليل الذي يمنحه إلهنا لكل الذين ينسون

أنفسهم ويضحوا بها لينقذوا من أحبوهم.

أحببتم بلدكم وأعطيتمونا دروساً عظيمة عسانا أن لا ننساها وأن نكون مستحقين دماءكم التي إفتديتم الوطن الحبيب بها.

ونحن نخاطبكم بالعبارة الفصحية قائلين: المسيح قام! حقاً قام!  

نشرة البشارة

الأحد 9 أيلول 2007
العدد 36

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share