هل نحن عميان؟ – المطران جورج (خضر)

mjoa Saturday July 22, 2017 350

هل نحن عميان؟ – المطران جورج (خضر)

يُستَهلّ إنجيل اليوم بقول متّى إنّ يسوع فيما كان مجتازًا تبعه أعميان ودخلا البيت معه. هذا درس لنا. هل نفتّش عن يسوع؟ هل نتبعه؟ هل أقمنا علاقة حميميّة معه كتلك التي يقيمها العاشق والمعشوق؟ هذه هي المسيحيّة. ليست المسيحيّة أن نضيء شمعة فقط. هذا رمز وتكريم للأيقونة وللقدّيس. لكن، هذا كلّه تعبير.

الأصل والأعمق هو أن نُقيم علاقة مع السيّد.

أن نقرّ أوّلاً بأنّنا عميان، بأنّنا لا نُبصر، بأنّنا لم ننزل إلى أعماق الإنجيل، لم نأكل الإنجيل. قال الله لحزقيال النبيّ: خذ هذا الكتاب وكُلْه. هل أخذنا كلّ كلمة من هذا الكتاب وابتلعناها لنكون مثلها حتّى يعترف يسوع بنا.

2blindsهل أنت مسيحيّ فعليًّا؟ هل أقررتَ بأنّك غير مُبصر؟ وبأنّك تحتاج إلى نُور يضعه يسوع في عينيك حتّى تبصرَ خطاياك أوّلاً؟ من يعترف بخطاياه؟ من يقرّ بأنّه بالحقيقة كذّاب؟ أو بأنّه يحتال أو يرتكب هذا أو ذاك من الأمور؟

لا يستطيع أحد أن يقرّ بخطاياه إن لم يقابل فكره وأفعاله على الإنجيل. عندما  يدخل الإنجيل قلبك يترك السيّئات التي كانت في القلب، يكشفها، يفضحها.

هذه قصّتنا مع الإنجيل، إنّ كلّ إنسان منّا يُفضَح وينتصب أمام الله عاريًا، خجلاً، يطلب إليه أن ينقّيه، وأن يجمّله.

الشيء الآخر في إنجيل اليوم أنّ يسوع شفى أخرس وهي حاسّة أخرى. هذا الذي لا ينطق لأنّ شيئًا يحول دون نطقه. يسوع يجعله يتكلّم، أي ينكشف ويتّصل بالآخرين بمحبّة. وبعد هذا يقول الكتاب إنّ السيّد كان يعلّم، يبشّر بالملكوت وكان يشفي كلّ مرض وسقم في الشعب.

الأمر المهمّ أن نلتمس من السيّد أن يشفي أمراضنا الروحيّة. هل تعلمون أنّ أيّ مرض جسديّ أقلّ سوءًا من كذبة يرتكبها إنسان، أو من احتيال، أو من بغض أو من ضغينة؟ المطلوب منّا، بالأقلّ، أن نقتنع بأنّ الخطيئة شرّ ومؤذية للنفس، ومُلطّخة للقلب البشريّ. السيّد لا يسكن هذا القلب، لا يستطيع أن يساكن الخطيئة ولذلك لا بدّ من طردها.

إن أردنا أن تشتعل قلوبنا بالحبّ الإلهيّ علينا أن نتبع يسوع. هو يدعونا إلى أن ننتقل من الديانة السطحيّة إلى ديانة عميقة أي إلى محبّته، ومعرفته والإخلاص له بحيث نتلألأ.

إذا أردنا أن نستضيء بنُور يسوع نحن بحاجة إلى معرفة وإلى بحث وإلى توبة لنرجع إلى السيّد، ونتمكّن من الاتّكاء على صدره، وأن نسمع نبضات قلبه حتّى يبوح لنا بكلمات تخصّ كلّ واحد منّا، ونناجيه كما يناجي الحبيب الحبيب.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

نشرة رعيتي

23 تموز 2017

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share