لوحات فسيفساء تدلّ على حياة المسيحيين في الجليل خلال الفترة البيزنطية

mjoa Thursday November 9, 2017 143

لوحات فسيفساء تدلّ على حياة المسيحيين في الجليل خلال الفترة البيزنطية

الناصرة – القدس العربي
2017/11/06

byzantic-iconكشف النقاب عن لوحات فسيفسائية نادرة في الجليل تلقي الضوء على حياة المسيحيين في شمال فلسطين خلال الفترة البيزنطية.

ويرجح باحثون أثريون أن اللوحات المكتشفة هي من بناء فنان محترف ببناء الفسيفساء كان شهيرا ومطلوبا في فلسطين ولبنان في تلك الفترة التاريخية، يدعى أبتيموس. وقد اكتشفت لوحة فسيفسائية تحمل توقيعه في بيروت قبل شهور.

وضمن اللوحات الفسيفسائية المكتشفة كشف النقاب عن أكبر لوحة من هذا القبيل في الجليل حتى الآن، وأسماء كثيرة لأشخاص سكنوا الجليل من ضمنهم امرأة تبرعت ببناء كنيسة على نفقتها. وجاء ذلك في إطار مشروع لاكتشاف أعمال الفسيفساء داخل الكنائس والأديرة في الجليل بهدف تعلم المزيد عن السكان هناك.

والجليل منطقة تم فيها بشارة مريم العذراء بالسيد المسيح (الناصرة)، وفيما صنع المسيح العديد من المعجزات. وحتى الآن لم يكشف عن المواقع المحددة للمكتشفات الأثرية من أجل حمايتها من السرقة أو العبث بها. وتعتبر الفترة البيزنطية أكثر الفترات ازدهارا في تاريخ البلاد وتجلى ذلك بالسكن في مختلف نواحيها.

ويعتقد المؤرخون والباحثون الأثريون أن الجليل الغربي، والنقب والقدس كانت في المرتبة الأولى في قائمة المناطق المأهولة. وتهدف الدراسة للبحث عن أسباب التفاوت بين منطقة وأخرى من هذه الناحية. ويرجح البحث الجديد أن القرى في الجليل دخلت في المسيحية بعدما اعتنقت الإمبراطورية البيزنطية الديانة المسيحية خلال القرن الرابع.

ويوضح الباحث الأثري الدكتور وليد أطرش أن الازدهار تجلى باستثمار كبير في بناء الكنائس حيث بنيت كنيسة واحدة على الأقل في كل قرية في الجليل. وينوه أن تقاليد البناء في تلك الفترة كانت تقتضي بناء أرضيات فسيفسائية فاخرة داخل الكنائس شملت كتابات ورسومات.

ويلاحظ الأطرش أن الأعمال الفسيفسائية في كنائس الجليل تخلو من صور الحيوانات وتشمل زخرفات وأشكالاً هندسية فقط وذلك بخلاف الكنائس في مناطق فلسطينية أخرى. لكن ذلك مرده ليس عقائديًا إذ يرجح الباحثون أن السبب يعود لمعرفة البنائين وقتذاك بأن كلفة المواد التي يحتاجها رسم الحيوانات والبشر كبيرة وتتعدى طاقة القرويين على تحملها. وهناك بعض الحالات الشاذة القليلة منها أرضية كنيسة رسمت فيها صورة طاؤوس مدهشة وهي تشمل أيضًا كتابات وأسماء كثيرة تمتد على طول خمسة أمتار ومنها اسم مطران مدينة صور ورجال دين ومواطنين شاركوا بالتبرع لتوفير نفقات بناء الكنيسة.

وتحتوي اللوحة الفسيفسائية تاريخ بناء أرضية الكنيسة، 445 ميلادي، وحقيقة بناء كنيسة داخل قرية نائية نسبيًا في الجليل تدلل على نمو وتغلغل المسيحية في المنطقة بقوة قبيل انتشارها في بقية أنحاء فلسطين البيزنطية. وفي كنيسة أخرى اكتشفت لوحة فسيفسائية ازدانت بشجرة رمان واقتباسات من سفر المزامير باللغة الآرامية، وكذلك أسماء صانعي أعمال الفسيفساء واسم سيدة تدعى سوسن متبرعة سخية للكنيسة. وهذه أول مرة يرد اسم امرأة في كنائس الجليل.

ويتنبه فريق الباحثين أن ظهور المرأة لوحدها غير مقرون باسم زوجها يدلل على كونها سيدة مستقلة تتبرع من مالها، وعلى طبيعة الحياة في القرية الجليلية وقتذاك. وتظهر معاينة التسميات أن سكان الجليل من المسيحيين في تلك الفترة البيزنطية مصدرهم من المنطقة كون أصولها تسميات سورية وفينيقية. ويرجح الأطرش أن المسيحيين في هذه القرى الجليلية كانوا ينتمون لجماعات وثنية دخلت المسيحية في القرن الرابع، ولم يكتشف ما يدلل على وجود يهود قد غيروا دينهم في تلك المنطقة.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share