القديس غريغوريوس بالاماس: من هو؟ وبعض تعاليمه

الأب نكتاريوس مخول Monday March 5, 2018 986

ولد القدّيس غريغوريوس بالاماس في مدينة القسطنطينيّة في العام 1296. كان من عائلةٍ نبيلة ولديه أربعة إخوة، أختين وأخين، وأمضى سنواته العشرين في القصر الملكيّ . درَس الخطابة والطبيعيّات والمنطق . ارتحل مع أخويه إلى الجبل المقدّس- آثوس. ووضعوا أنفسهم في عهدة أب هدوئيّ يُدعى نيقوديموس الهدوئيّ. أمضى معه 3 سنوات في الصّلاة والصوم والسهر . انتقل الى دير اللافرا وطلب المزيد من الخلوة والهدوء، فتتلمذ على يد ناسك شهير اسمه غريغوريوس البيزنطيّ، وتعلّم منه الصلاة العقليّة ورؤية الله السّامية. نشر الهدوئيّة في مدينة تسالونيكي من خلال حلقاتٍ روحيّة الهدف منها نشر ممارسة صلاة يسوع بين الناس. سيم كاهنًا سنة  1326، وبعدها كانت المواجهة التاريخيّة بينه وبين برلعام الّذي شنّ حملةً شعواء على الهدوئيّين وكفَّرهم بحجّة الخروج على أساسيّة مسلّم بها في الكنيسة. إذ ذاك انبرى القدّيس غرغوريوس للدّفاع عن تراثٍ طالما عاش الرّهبان في كنَفه وخبِروه حيًّا في ذواتهم على مدى الأجيال .

رقد سنة 1359 بعد مرضٍ شديد. أُعلنت قداستُه في مجمع القسطنطينيّة بعد 9 سنوات من رقاده، أي في سنة 1368 برئاسة فليوثاوس البطريرك المسكونيّ، وهو الّذي كتب سيرته .

بعض التّعاليم للقدّيس غريغوريوس بالاماس :

  • الإنسان خُلق على صورة الله ومثاله وهو يحتلّ مكانةً مركزيّة في الكون جامعًا العالم الماديّ وغير الماديّ، مكوّنٌ من نفس وجسد، فالانسان كائنٌ ارضيٌّ ونفسيّ –  فيزيولوجيّ معدٌّ لأن يكون سيّد الخليقة  وليحكم كلّ ما هو على الأرض.

  • شدّد بقوّة على الجسد كما النّفس وقال أن الإنسان اتّحاد الجسد والنّفس، والجسد يعكس الصّورة الإلهيّة كما تعكسها النفس.
  • الإنسان أقرب الى الله فهو ممهور بخاتم الشّبه الإلهي.
  • القلب هو مركز الحياة الروحيّة وهو العضو الذي تستخدمه الرّوح لمراقبة الجسد. وهو آلة الفكر حيث الانجيل يقول ( الأفكار تأتي من القلب ) فالقلب كنز الأفكار ومركز الجسد .
  • الإنسان يحقّق الشركة مع الله بحفظه الوصايا قبل كلّ شيء، فتتجدّد الصورة الإلهيّة الموجودة فيه التي أظلمت بالخطيئة ويقترب من الاتحاد بالله .
  • التطهير الداخليّ من الأهواء هو الأهمّ، وليس العمل الخارجي .
  • طهارة القلب يجب أن تنخرط في طريق التّوبة والتواضع، كارهين الخطيئة محبّين الربّ الذي أحبّنا .
  • الصلاة هي الأكثر تعبيرًا ووضوحًا عن محبّتنا لله وللقريب وهي أسمى فضيلة، وبقوّتها تستطيع الخليقة أن تتّحد بخالقها .
  • يصبح الإنسان قادرًا على الوصول إلى الطهارة الضروريّة لمعرفة الله عندما يُظهر قدرته الفاعلة بالأعمال وقدرته الإدراكيّة بالمعرفة وقدرته التأمليّة .
  • النسك هو تعاون الجسد في الحياة الروحيّة وقدرته على أن يكون مستنيرًا بالألوهة ويكون متّحدًا معها في عمليّة تأمليّة واحدة تضمّ الانسان .
  • الصفّة الأساسيّة للوجود المسيحيّ أنّ الرّب أصبح إنسانًا حتّى يؤلّهنا في ذاته. لقد تأنّس إلهُنا حتّى نتألّه نحن فالتألّه هو الغاية والهدف.
  • التمييز بين النعمة والجوهر، فيقول القدّيس ” لا تكون الإنارة الإلهيّة المؤلِّهة جوهَر الله بل قوّته .”
  • القوّة الالهيّة التي يتألّه بها المشاركون فيها هي نعمة إلهيّة لا جوهر إلهيّ.
  • النعمة ليست جوهرًا بل هي النّعمة الإلهيّة غير المخلوقة والقوّة غير المخلوقة. والقوى تصدر عن الله وتظهر كيانه ووجوده.

الأب نكتاريوس مخول

78 Shares
78 Shares
Tweet
Share78