( موضوع لفرقة جامعيين )
المرجع : مقالة المطران جورج خضر “تحدّر يسوع البشريّ وارتقاؤنا” – ١١ كانون الأول ٢٠١٠
أهداف تعلّميّة :
- أن يكتشف العضو أنّ يسوع المنحدر بشريًّا من سلالة إبراهيم ينتمي أيضًا الى البشريّة جمعاء
- أن يفهم العضو أنّ الإنجيل الذي كتب بلغة محدّدة قادر على أن يلبس لغات وثقافات مختلفة ليخاطب الإنسان في كلّ عصر
- أن يبحث العضو عن طرق عمليّة لتعميد مجالات الحياة المتنوّعة أو بعض النواحي في حياة مجتمعه
المرحلة الأولى:
وزّع للأعضاء الأسئلة التالية (فرديًّا أو في مجموعات):
- سؤال 1 : مقتطف من لوقا 3: “كانَ يَسُوعُ فِي نَحْوِ الثَّلاثِيْنَ مِنْ عُمرِهِ عِندَما ابتَدَأ خِدمَتَهُ. وَكانَ النّاسُ يَظُنُّونَ أنَّهُ ابنُ يُوسُفَ. وَيُوسُفُ هُوَ ابْنُ هالِي.هالِي ابْنُ مَتْثاتَ. … إبن أنُوشُ ابْنُ شِيْتٍ. شِيْتُ ابْنُ آدَمَ. وَآدَمُ ابنٌ للهِ. ” مع سؤال : ماذا يعني لك أن يسوع هو ابن آدم؟
- سؤال 2 : مقتطف من متى 1: ” هَذا سِجِلُّ عائِلَةِ يَسُوعَ المَسِيحِ: جاءَ يَسُوعُ مِنْ نَسلِ داوُدَ، وَداوُدُ مِنْ نَسلِ إبْراهِيمَ. إبْراهِيمُ هُوَ أبُو إسْحَاقَ. إسْحَاقُ أبُو يَعْقُوبَ… يَعْقُوبُ أبُوَ يَهُوذا وَإخوَتِهِ… يَعْقُوبُ أبُو يُوسُفَ، زَوجِ مَرْيَمَ. … وَمَرْيَمُ هِيَ أُمُّ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى المَسِيحَ” مع سؤال : من أيّ سلالة أو شعب ينحدر يسوع بشريًّا؟ هل هو محصور برأيك بهذه السلالة؟
- سؤال 3: في أيّ مناخ حضاريّ ( أو ثقافيّ ) كُتب الإنجيل؟ هل هو محصور بهذه الثقافة ؟ هل يمكن للإنجيل أن يخاطب مجتمع اليوم؟
- سؤال 4 : أنت شخصيًّا ابن من؟ ابن أيّ مجتمع وأيّ زمن؟ هل هناك قرابة تربطك بالبشريّة؟
المرحلة الثانية:
أطلب من الأعضاء مشاركة إجاباتهم.
حاول الرّبط بين إجابات الأسئلة المختلفة (يمكن الاستعانة بأفكار التعليم المدوّنة أدناه)
المرحلة الثالثة: أفكار للتّعليم (يمكن إيضاح بعضها بالتعليق على إجابات الأعضاء وبعضها الآخر كخلاصة):
- لوقا كتَب من زاوية الانسانيّة كلّها ومتّى كتَب من الزاوية اليهوديّة. لوقا يبدأ بيوسف وينتهي بآدم. ومتى يبدأ بابراهيم ويصل الى يوسف. فكرة متّى: أنّ يسوع الناصريّ هو المسيح الذي ارتجاه الأنبياء ويختم نسل الإيمان الذي بدأ بابراهيم. فكرة لوقا: أن يبيّن أنّه مخلّص العالم ولذلك ينهي السلالة بآدم غير أنّه بعد ذكر هذا يقول عن يسوع أنّه ابن الله.
- المسيح وريث أيضًا لمَن ليس له معهم وحدة دم (قرابة جسديّة). هو وريث الإنسانيّة كلّها.
- الكنيسة رأته منفتحًا على الذين كانوا قبله خارج الشعب اليهوديّ. (يمكن هنا قراءة نصوص من ليتورجيا أحد الأجداد)
- يتسربل الإنجيل الثقافات الدينية الأخرى دون أن يخون نفسه ويأخذ هذا الإنجيل الشكل التعبيريّ الملائم له إذا دخل ميادين دينية أو ثقافيّة أخرى. في كلّ عصر كان المسيحيّون مخلصين لإنجيل لابس ثوبًا عبريًا ولغة يونانيّة. لماذا لا يلبس في جيل آخر الثوب الذي يحتاج إليه؟
- بعد العنصرة تكلّم كلّ الرّسل لغات متعدّدة يذكرها سفر الأعمال ليقولوا ما أوحي إليهم بلغتهم. تعدّد الألسنة ووحدة الوحي
- مثلاً: مسيحيّو القرون الأولى والثقافة اليونانيّة: لاقت الدعوة المسيحيّة الفكر اليونانيّ. فالإنجيل لا يتضمّن كلمة “جوهر” التي نُطلقها على طبيعة الله كما لا يتضمّن كلمة “أقنوم” ولكن هذا لا يعني أنّ المسيحية صارت يونانيّة في المجمع المسكونيّ الأوّل (النيقاوي) الذي أتى بدستور الإيمان الجامع الكنائس المسيحيّة كلّها. إنّما أرادت الكنيسة الدخول إلى الثقافة اليونانيّة لتنتشر بها في الأوساط الهيلينيّة المثقّفة. الآباء الذين تثقّفوا يونانيًّا كانوا يعلمون أنّهم لم يخونوا الانجيل ولكن كانوا يبلغونه بلغة عصرهم.
- نحن نعمّد الثقافات كما نعمّد الانسان. فالانسان البالغ اذا تقبّل العماد يطرح عنه الخطيئة بما فيها الفكر المخالف للمسيح ولكن طبائعه تبقى كما كانت وميوله الحسنة تبقى كما كانت إذ يطرح فقط الميول الرّديئة. لا يرمي صناعته ولغاته ولا هويّة بلده ولا انتماء له سليمًا. لا تلتصق به في المعموديّة هويّة بشريّة جديدة ولكنّه يصير إنسانًا جديدًا مع حفاظه على القديم الجيّد الذي كان يحمله.
- جمال الإنسان في ما ورثه من ربّه ومن آدم معًا. الله لا يبيد فينا بشريّتنا. الطبيعة البشريّة تتلقّى نعمة الله. في معتقدنا «تأنّس ابن الله ليتألّه ابن الإنسان». حركة الله إلينا كانت تنازلاً وحركتنا إليه كانت تصاعدًا. وهذا تحرّك إلى الله دائم بنعمته ونبقى خلائق ولكنّها خلائق جديدة. إذ يبقى الله نازلاً حتّى منتهى الدهور بكلمته ويبقى الانسان صاعدًا بقوّة هذه الكلمة نفسها وسرّ ذلك محبّة الله للإنسان.
- المسيح في بشريّته الذي ورث كلّ جمالات التاريخ الذي قبله واحتضن جمالات التاريخ الذي تلاه صورة عن مصيرنا.
المرحلة الرّابعة:
يمكن اختيار بعض المجالات لمناقشة الأفكار التي طرحت، مثلاً:
يكتب كلّ عضو على ورقة: اختصاصه في الدراسة – هواياته – ذوقه في الفنّ أو العلم أو الأدب أو أيّ مجال آخر في الحياة – منطقة سكنه أو القرية التي يأتي منها – البلد الذي يمكن أن يسافر إليه خلال دراسته أو مهنته – العادات الشعبية و الفلكلور في مجتمعه …
ثمّ يحاول أن يفكّر في التالي: كيف يمكن أن يخاطبه يسوع عبر هذه المجالات؟ هل يمكن للإنجيل أن “يلبس” هذه المجالات كالثياب؟ هل يمكن للمسيح أن يحتضن هذه المجالات؟ كيف يمكن للمسيح أن يخاطبها؟ بأيّ لغة؟
المرحلة الخامسة:
تتفّق الفرقة على مشروع عمل تستلهمه من هذا النقاش
صلاة أخيرة:
إبتهال القديس سلوان من أجل العالم :
“يا أيّها السيّد الرحوم، أنرْ بصيرة الشعوب حتى يعرفوك ويدركوا كم تحبُّنا.
أيها السيّد الرحوم، امنح نعمتك لكلّ شعوب الأرض، كي يعرفوك، لأنّه إذا حُرِم الإنسان من روحك القدّوس، فلن يعرفك ولن يفهم حبّك.
أيّها السيد عرّف كلّ الشعوب حبَّك وعذوبة الروح القدس، حتّى ينسى العالم آلام الأرض، ويتخلّوا عن كلّ شرٍّ ويلتصقوا بك بحبٍّ، فيحيوا بسلام، ويتمِّموا مشيئتك القدّوسة لمجدك.
أيّها السيد الرّحوم، خلّص جميع الشعوب بعظيم صلاحك.
أيّها السيد، علّمنا بروحك القدوس أن نحبّ أعداءنا وأن نصلّيَ لهم بدموع.
يا ربّ، أنا أريد أن يحلّ سلامك على جميع الشعوب. أنت أحببتهم بدون حدودٍ أو تحفّظ وأعطيتهم ابنك الوحيد حتى يخلصَ كلّ العالم به.
أرجوك يا سيّد، اسكب على الناس نعمة الرّوح القدوس حتى يعرفوا حبَّك. أدفئ قلوبهم المنهكة حتى يمجّدوك في الفرح والتهليل وينسوا آلام وعذابات الأرض.
يا سيّد أعطهم نعمتك حتّى يعرفوك ويحبّوك بالسلام وبالحبّ، وحتى يقولوا مثل الرّسل على جبل ثابور: حسنٌ يا ربّ أن نكون معك.”