التجسد والتعاطف

الدكتور جورج معلولي Monday December 17, 2018 886

موضوع لفرقة جامعيين

المراجع :

  • التفسير المسيحي  القديم  للكتاب المقدس رقم 10 . رسالة بولس الرسول الى العبرانيين
  • Daniel Goleman. Emotional Intelligence : Why it Can Matter More Than IQ
  • هل التّعاطف ختم الملكوت في البيولوجيا  في كتاب: فصح البيولوجيا – د. جورج معلولي

الأهداف التعلّميّة:
أن يكتشف  العضو كيف يمكن للتعاطف أن يكشف محبّة الله عبر نصّ عب 2 حول تجسّد الابن

المرحلة الأولى:
( يمكن تحضير هذه المرحلة مسبقًا مع مجموعة صغيرة من الأعضاء )

  • أطلب من الأعضاء أن يفتّشوا في محرّكات البحث الإلكترونيّ عن صور تتّصل بالكلمات التالية في لغات مختلفة: “التعاطف empathy empathie compassion “
  • أطلب من أحد الأعضاء كتابة الأفكار على اللّوح
  • ثمّ اطلب من الجميع ربط هذه الأفكار والتّعليق عليها

المرحلة الثانية:
وزّع الأعضاء في مجموعات عمل صغيرة واطلب منهم قراءة المستند الأوّل والثالث أو الثاني والثالث مع الأسئلة التالية للنقاش:

  • أعطِ أمثلة مماثلة حول التوافق التعاطفيّ بين الأصدقاء والإخوة والمحبّين
  • هل حدث أن شعرت بتعاطف أحد الأشخاص معك في ظروف صعبة؟ ما كان أثر هذا التعاطف عليك؟
  • هل أظهرتَ تعاطفًا مع أحد الأشخاص في ظروف صعبة كان يمرّ بها؟ هل تحسّس تعاطفَك؟ ما كانت المعوّقات؟
  • حاول التعليق على النص الكتابيّ في المستند الثالث انطلاقًا من هذه الإجابات محاولاً ربط التعليق بالمستند الأوّل

المستند رقم 1: التعاطف
اﻟﺘﻮاﻓﻖ التعاطفيّ  ﺑين اﻷﻓﺮاد ﻳﺤﺪث ﺿﻤﻨﻴًّﺎ ﻛﺠﺰء ﻣـﻦ إﻳـﻘـﺎع اﻟـﻌـﻼﻗـﺎت ﻓـﻴـﻤـﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ.  وﻗﺪ درس “ﺳﺘﻴﺮن” اﻟﺘﻮاﻓﻖ دراﺳﺔ دﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺷﺮﻳﻂ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﺳﺠّﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺎﻋﺎت ﺗﻘﻀﻴﻬﺎ اﻷﻣّﻬﺎت ﻣﻊ أﻃﻔﺎﻟﻬﻦّ. وﺟَﺪ أنّ اﻷﻣّﻬﺎت المتواﻓﻘﺎت ﻣﻊ أﻃﻔﺎﻟﻬﻦ ﻫﻦﱠ ﻣَﻦ ﺟﻌﻠﻦ أﻃﻔﺎﻟﻬﻦّ ﻳﻌﺮﻓﻮن أنّ أﻣّﻬﺎﺗﻬﻢ ﻳﺸﻌﺮنَ بما ﻳﺸﻌﺮون ﺑﻪ. ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﺮخ اﻟﻄﻔﻠﺔ ــ ﻣﺜﻼًــ ﺻﺮﺧﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﺎﻟﻔﺮح ﺗﺆﻛّﺪ ﻟﻬﺎ اﻷمّ ﻫﺬه اﻟﺒﻬﺠﺔ ﺑﺄن ﺗﻬﺘﺰّ ﻫﺰّة راﻗﺼﺔ ﻣﻊ اﻟﻄﻔﻠﺔ ﺑﺘﻮدّد وﺣﺐّ وﺗﻘﻠّﺪ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺑﻨﺒﺮة ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺻﺮﺧﺔ اﻟﻔﺮح. أو ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻠﻌﺐ ﻃﻔﻞ ﻟﻌﺒﺔ اﻟخشخشة  ﻓﺘﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻪ اﻷمّ ﺑﻬﺰّة ﻓﺮﺣـﺔ راﻗـﺼـﺔ. وﻫـﻜـﺬا ﺗـﻜـﻮن اﻟـﺮّﺳـﺎﻟـﺔ (مـﺜـﻞ ﻫـﺬا اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ)  ﻗﺪ أﻛّﺪت ﻣﺮّة ﺛﺎﻧﻴﺔ أنّ اﻷم ﻣﻨﺴﺠﻤﺔ ﺑﺼﻮرة أو أﺧﺮى ﻣﻊ ﻣﺴﺘﻮى اﻧﻔﻌﺎل اﻟﻄﻔﻞ.
إنّ ﻏﻴﺎب اﻟﺘﻮاﻓﻖ التعاطفيّ ﻟﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳلﺔ ﺑين اﻟﻮاﻟﺪَﻳﻦ وﻃﻔﻠـﻬـﻤـﺎ  يـﺴـﺒّـﺐ ﻟـﻠـﻄـﻔـﻞ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻋﺎﻃﻔﻴّﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ.
وﻳﺆﻛﺪ “ﺳﺘﻴﺮن”  أﻧّﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺮّﻏﻢ ﻣﻦ ﻫﺬه الحقيقة  اﻟﻨﻔﺴيّة  ﻓﺈنّ اﻷﻣﻞ ﻣﻌﻘﻮد ﻋﻠﻰ إﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺎت ﺗﺼﺤﻴﺤﻴّﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﻣﺴﻴﺮة الحياة ﻣﻊ اﻷﺻﺪﻗﺎء أو اﻷﻗﺎرب ﻣﺜﻼً أو ﺑﺎﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲّ ﻹﻋﺎدة ﺗـﺸـﻜـﻴـﻞ نمط اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ. ﻓﻤﻦ الممكن ﻣﺜﻼً ﺗﺼﺤﻴﺢ ﻋﺪم اﻟﺘﻮازن ﻓﻲ ﻧـﻘـﻄـﺔ ﺿﻌﻒ ﻋﻨﺪ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ ذﻟﻚ ﻷنّ اﻟﺘﻮاﻓﻖ ﻋﻤﻠﻴّﺔ ﻣﺘّﺼﻠﺔ ﺗﺴﺘﻤﺮّ ﻣﻊ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﺳﻨﻮات اﻟﻌﻤﺮ. وﺗﻌﺘﻘﺪ ﻧﻈﺮﻳﺎت ﻋﺪّة ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲّ أنّ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟـﻌـﻼﺟـﻴـّﺔ اﻟـﺘـﻲ تحقّق ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ اﻟﻌﺎﻃﻔﻲّ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻّ ﺧﺒﺮة ﺗﻌﻮﻳﻀﻴﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴّﺔ اﻟﺘﻮاﻓﻖ. وﻗﺪ اﺳﺘﺨﺪم ﺑﻌﺾ الدارسين ﻣـﺼـﻄـﻠـﺢ اﻟـﺼـﻮرة المنعكسة ( كما في المرآة ) أي أن ﻳﻌﻜﺲ اﻟﻄﺒﻴﺐ المعالج ﻟﻠﻤﺮﻳﺾ فهمه لحالته النفسية الداخلية.>

يدفع اﻹﻧﺴﺎن ﺛﻤﻨًﺎ ﺑﺎﻫﻈًﺎ ﻃﻮال ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻌﺎﻃﻔﻴّﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻨـﻘـﺺ اﻟﺘﻮاﻓﻖ اﻟﺬي ﺣُﺮم ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ. ﻓﻘﺪ أﻇﻬﺮت ﻧﺘﺎﺋﺞ دراﺳﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺠﺮﻣين اﻟﺬﻳﻦ ارﺗﻜﺒﻮا أﻗﺴﻰ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻌﻨﻒ أنّ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻳﺸﺘﺮﻛﻮن ﻓﻲ ﺧﺎﺻّﻴﺔ واﺣﺪة ﻣﻨﺬ ﺑﺎﻛﻮرة ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ. ﻓﻬﺆﻻء ﻟﻢ ﻳﺘﻤﺘّﻌﻮا ﻓﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﻢ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺮار. ﻓﻘﺪ ﺗﻨﻘﻠﻮا ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻮت رﻋﺎﻳﺔ اﻷﺣﺪاث إﻟﻰ ﺑﻴﺖ آﺧﺮ. أو ﻧﺸﺄوا ﻓﻲ ﻣﻼﺟﺊ اﻷﻳﺘﺎم  أي أﻧّﻬﻢ ﻋﺎﺷﻮا ﺣﻴﺎة ﻛـﻞّ ﺗـﺎرﻳـﺨـﻬـﺎ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺎﻹﻫﻤﺎل اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ وﻗﻠّﺔ ﻓﺮص اﻟﺘﻮاﻓﻖ التعاطفي .

المستند رقم 2: اختبار حول التّعاطف
توضح بعض التجارب مفهوم الخلايا العصبيّة – المرآة.  راقَب فريقٌ من العلماء، عبر الرّنين المغنطيسيّ الوظيفيfunctional MRI  ، النشاط الدماغي لعدد من الأزواج في ظرفَين: الأوّل، خلال وخزٍمؤلم ليد كلّ فرد؛ والثاني خلال رؤية كلّ فرد وخزاً مؤلماً ليَد زوجه. كانت النتيجة أنّ المناطق الدماغيّة نفسها أبدَت نشاطاً مماثلاً في الظرفين: رؤية ألم الزّوج يُنتج نشاطاً دماغياًّ مماثلاً للشعور بالألم الذاتيّ. هذه الشبكة من الأعصاب التي تنشط عند الانفعالات (أو الأحاسيس كالذوق، وردّات الفعل كالبكاء والنفور، والحركات الجسديّة العضليّة) الذاتيّة وعند ملاحظتها عند الآخرين قد استحقّت بالفعل تسميتها بشبكة الخلايا العصبية -المرآة. هذا الدخول الآنيّ في تناغم وظائفيّ  بين دماغين بمجرّد الرؤية، يهيّء لعمليّة إدراك انفعالات الآخر ومشاعره.
من هذه الناحية، يمكن تعريف التعاطف كحالة شعورية تنتج عن مشاركة حالة إحساسيّة أو انفعاليّة عند شخص آخر. هذه الحالة التي تؤسّس للقاء الآخر تتلوّن بنوع العلاقة (عائلية، مهنية، طبية … )، بالذاتيّة، وبالصعوبات النفسيّة المرتبطة بالتاريخ العاطفيّ للشخص. وقد ذهب البعض إلى أنّ لقاء الآخر يؤلم، وذلك بسبب التعاطف.

المستند رقم 3: الرسالة الى العبرانيين
14 فَبِما أنَّ الأبناءَ بَشَرٌ مِنْ لَحمٍ وَدَمٍ، فَقَدِ اشتَرَكَ هُوَ مَعَهُمْ فِي اللَّحمِ وَالدَّمِ أيضاً، لِكَي يُبِيدَ بِمَوتِهِ ذاكَ الَّذي لَهُ سُلطانُ المَوتِ، أيْ إبلِيسَ. 15 وَلِكَي يُحَرِّرَ كُلَّ الَّذِينَ كانُوا طَوالَ حَياتِهِمْ مُستَعبَدِينَ لِخَوفِهِمْ مِنَ المَوتِ. 16 فَمِنَ الواضِحِ أنَّهُ لَمْ يَأْتِ لِمَعُونَةِ المَلائِكَةِ، بَلْ لِمَعُونَةِ نَسلِ إبراهِيمَ. 17 لِهَذا كانَ عَلَيهِ أنْ يَصِيرَ مِثلَ إخْوَتِهِ مِنْ كُلِّ ناحِيَةٍ، لِيَكُونَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ رَحِيماً وَأمِيناً فِي خِدمَةِ اللهِ، فَيُقَدِّمَ كَفّارَةً مِنْ أجلِ مَغفِرَةِ خَطايا الشَّعبِ. 18 فَبِما أنَّهُ جُرِّبَ وَتَألَّمَ، يَقدِرُ أيضاً أنْ يُعينَ الَّذِينَ يَتَعَرَّضُونَ لِلتَّجرِبَةِ.

المرحلة الثالثة:
أطلب من الأعضاء مشاركة أفكارهم ثم حاول ربط تجسّد الابن بمفهوم التعاطف عبر تعليقات الإخوة على نصّ المستند الثالث. تعليقات آبائية  يمكن استعمالها في التعليم:

  • ” لا يستحي أن يدعوهم إخوة” ( عب 2 : 11- 12 ). إنهّ ابن حقيقيّ للآب أي من جوهره، أمّا نحن فمخلوقون من العدم. لذلك كان الفرق بيننا و بينه كبيرًا جدًّا… فلمّا لبس الجسد لبس الأخوّة ( يوحنا الذهبيّ الفم )
  • كيف نسمّيه أخًا و كيف يدعونا أبناء إذا لم يلبس طبيعة مثل طبيعتنا ؟ كان من الضروريّ لبولس أن يقول ما قاله ليدحض افتراءهم أن التجسد كان وهمًا ( ثيودوريتس القورشي )
  • لو لم يصبح كلمة الله المولود الأوحد بشرًا، بل جعل نفسه متّحدًا بالمظهر الإنسانيّ ( أي شكليًّا فقط) ، فكيف يشبه إخوته في كلّ شيء؟ وكيف شاركنا في اللحم والدم لو لم يصبح ما هو له لنا؟ ( كيرلس الإسكندريّ )
  • لو كان التجسد ظلًّا أو رمزًا و غير حقيقيّ لما كانت العذراء قد ولدت كلمة الله الآب ولما كان من نسل ابراهيم و لما كان شبيهًا بإخوته … ولو لم يصبح جسدًا و لم يجرَّب بالآلام لما كان باستطاعته أن يعين المجرَّبين ( كيرلس الإسكندري )
  • يعني أنه مرّ بالخبرة التي عانيناها. إنّه لا يجهل آلامنا: فهو يعرفها كإله و يعرفها كإنسان عبر الخبرة التي اختبرها. ( يوحنا الذهبيّ الفم )

المرحلة الرابعة:
ناقشوا سويًّا الفكرة التالية: كيف يمكن للتعاطف بين البشر ( المعطى أو المختبَر ) أن يكون كشفاً لمحبة الله للإنسان؟

المرحلة الخامسة:
أطلب من بعض الأعضاء أن يحضّروا لاجتماع لاحق عرضًا لبعض الأساليب المساعدة للتّمرين على التعاطف في الإصغاء والحوار والمساندة

79 Shares
79 Shares
Tweet
Share79