حركتي أنا

نجاد خوري، مركز دمشق Saturday March 23, 2019 495

العيد ليس استذكاراً للحدث واحتفالًا. العيد كما علّمتنا الكنيسة، هو عيش الحدَث بتفاصيله. هذا العيد كالأعياد السابقة ويجب أن يكون كالأعياد القادمة.

كلّ عيد هو تأسيسٌ جديد. هو نهضة جديدة في أنطاكية. العيد هو تجديد العهد، عهد الحبّ والالتزام. العيد هو تجديد القلب والذّهن بالتوبة

الحركة علّمتني أنّها ليست بحركة إن لم تكن حركتي أنا، حركتي باتّجاه الآخر، حركتي بالحبّ والانفتاح، بالقبول والمشاركة. حركتي نحو أخي بالعطف والافتقاد، بمدّ يد المساعدة والصلاة من أجله. حركتي نحو كنيستي نحو آبائي الكهنة، نحو إخوتي في الهيئات الأخرى العاملة في حقل الربّ. حركتي إلى كلّ إخوتي في الانسانيّة بقبولهم كما هم، باستيعاب ظروفهم وتقديرها ووعي حاجاتهم.

الحركة علّمتني أنّها ليست بحركة إن لم تكن حركتي أنا، حركتي باتّجاه المخلّص، حركتي على طريق الحقّ والحياة، حركتي إلى كنيستي والتزامي فيها، حركتي بإيماني بالربّ يسوع وتكريس حياتي له، كما تحرّك ابراهيم بإيمانه وترك أرضه وتبع الرب. حركتي نحو الله الذي ألمسه في أسرار الكنيسة وليتورجيّتها.

الحركة علّمتني أنها ليست بحركة إن لم تكن حركتي أنا، حركتي نحو أعماق ذاتي، حركتي نحو روح الله المنفوخ في قلبي، حركتي بتجديد ذاتي، حركتي بتغيير ذهني وتوبتي، حركتي بالرّجوع بخطى الابن الشاطر إلى حضن الله الآب، حركتي بالرّوح القدس، حركتي بكلمة الله، حركتي بيسوع المسيح لأنني به أحيا وأتحرّك وأوجد.

الحركة علّمتني أنّها حركتي الداخليّة، أنّها ثورتي على ذاتي. وهذه الحركة تُحرّكني باتّجاه الآخر وبهما يكتمل تحرّكي نحو الله.

هذا ما علّمتني ايّاه الحركة، فوجدتُ ذاتي في قلب الله، فوجدت الله في قلبي.

اللّهم بارك حركتي بعيدها السابع والسبعين. اللّهم بارك المتحرّكين فيها، قادتها وشبيبتها.

57 Shares
57 Shares
Tweet
Share57