رسالة الأمين العام الأخ رينه أنطون- الذكرى الثامنة والسبعين

mjoa Friday March 13, 2020 334

الأحبّة أعضاء حركة الشبيبة الأرثوذكسية

سلام بالربّ

نستحضر هذه الفترة اللحظة التي عالجَ فيها الله غربتنا عن فدائِه، فأبدَع قاماتٍ في عُشقِه شقّت لنا الطريقَ إليه. قاماتٌ، عرفناها وجوهًا إليه دونَ سواه، تُخبر أنَّ تكليفّها إنّما هو بحركةٍ لمحبّته في الأبناء، بسرٍّ مِن سرِّ ذبيحته يصير بهم وجوهًا، إلى بعض، في وجهٍ به يتنشقون وفي كنيسته يقيمون.
ما حصلَ في ١٦ اذار ١٩٤٢ هو لحظةٌ تخصّ الله. هي توثّبه إلينا كلّما عنه تغرّبنا. فلا قيود لها ولا تاريخ وزمن. والذكرى التي نُحييها هي بَرقُ تلك اللحظة فينا تكليفًا مفتوحَ المدى. تكليفٌ بالتمثّل بمن سبقنا، بالتمثّل شخوصًا اليه مهما حاولت الدنيا، هياكلَ مشرَّعة للروح، منحنيةً لانجيلٍ يرسمها للكنيسة تلاميذَ أبناء، وللشهادة رسُلاً وشهود.
الحركة هي هذا التكليف وليست شأنًا آخر. ما يحفظها في الفتوّة والشباب هو ما يُفرح الله بها، وما يُفرح الله هو أمانة أبنائها لهويتها.
أيها الأخوة،
هذه الأمانة تدعو إلى أن يكون إحياؤنا للذكرى هذا العام إستثنائيًا. أن نتخطّى فيه الفرحَ بنِعمه علينا لنشاركَه حيث يقيم حزينًا على مآسي العالم قلقًا لحاله وكنيسته.
ربّنا مُقيم اليوم في كلّ مُصاب بوباءٍ يضرب عالمنا، في كلّ متألّم على ضحاياه، في كلّ طاقم علميّ وطبّي يتعرَّض ويتعب ليفتدي البشرية من هلاك صحّي، في كلّ ضحيّة جهلٍ وتعنّتٍ وإهمال، في كلّ مسكين تزيده الظروف شدَّةً وحاجة. الله فيهم، يُصغي الى صلواتنا لأجلهم ولأجل أن يُنجِز العلمُ الانسانيّ ما ينقذ البشرية من صعابِ حرّيتها.
هذه الأمانة تدعو الى أن تتكّثف حركة محبّته فينا، فيكون عيدنا هذا العام هذه الصلاة المفتوحة الهامسة في مسيحنا بكلّ من يحتاج رحمته وتلطّفه، والممدودة خدمةً، والرافعة لكنيستنا الأرثوذكسية ورعاتها وأحوال وحدتها العالمية إليه.
أما باقي اهتماماتنا وشهادتنا، فنعود إليها وقتَ يسمح هوَ، ونطمئن إلى سلامة مجتمعاتنا ومواطنينا وما حولنا.
فأدعو لكم، ولكل من يختصّ بكم، ولسائر المواطنين بالحفظِ والصون والتغلّب على كلّ محنةٍ وشرّ، وكل عام وأنتم وحركتنا بخير.

3 Shares
3 Shares
Tweet
Share3