سراج الجسد العين (لوقا١١: ٣٤)

mjoa Saturday July 25, 2020 109

»سراج الجسد هو العين، فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كلّه يكون نيّرًا«. أمّا إذا كانت غير بسيطة، أي إذا كان فيها أيّ شيء، مهما صغر، فإنّها لا تُبصر.
العلاج والدواء في كلام يسوع المباشر: »أعطوا ما عندكم صدقة، فهوذا كلّ شيء يكون نقيًّا لكم« (لوقا 11: ٤١). أي لا نبقينَّ أيّ شيء في »عيوننا«. أيّ برّ ذاتيّ كالفرّيسيّين الذين كلّمهم يسوع… وإلاّ نبقى عميانًا مثلهم، ولا نعرف من هو يسوع.
من هنا أهمّيّة إفراغ الذات للوصول إلى تمام الكيان الإلهيّ، إذا جاز القول. إنّه سرّ العذراء مريم: من طريق إفراغها الكامل لذاتها. وسرّ بولس الرسول: »لست أنا أحيا«، وهذا يعني الإحساس بالضعف كلّيًّا لكوننا مخلوقين.
وهذا يفسّر ذكرنا العذراء في القدّاس الإلهيّ مباشرةً بعد الاستحالة: »بواجب الاستئهال حقًّا نغبّط«. نغبّطها كمثال لنا للامتلاء من اللَّه بإفراغ الذات. إنّها »ممتلئة نعمة«: إفراغ كامل وامتلاء كامل… »لتكن مشيئتك«.
هذا يفسّر وجوب عدم طلب شيء من اللَّه إلاّ باسم يسوع: »مهما طلبتم من الآب باسمي، يُعطكموه« (يوحنّا ١٥: ١٦). عندئذ يكون سؤالنا بيقين كلّيّ بأنّنا سننال ما نطلب.
فلنطلب إذًا بإفراغ ذات كلّيّ وباسم الربّ يسوع… ولتكن مشيئته…

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share