أصل القدّيس ميخائيل من أورشليم. نُذر للربّ وهو في الثالثة من عمره. كان عارفًا بالكتب الإلهيّة والعلوم. بعد وفاة والده انضمّ إلى دير القدّيس سابا. فاقَ أقرانَه الرّهبان في ممارسة النُّسك وتنفيذ وصايا الربّ المقدّسة وفي الأتعاب. كان طعامه قليلًا من الخضار، يأكلُه مرّة كلّ يومين أو ثلاثة أيّام. امتاز بتواضعه ولطفه. سيمَ كاهنًا بعد اثني عشر سنة من بدء رهبنته. زاد على نُسكه أن اعتزل في مغارة ضيّقة لا أثر فيها للرّاحة أو التعزية البشريّة. في سِنّ الخمسين رُقّيَ إلى رتبة سينجلّوس.
في زمن اضطهاد الإمبراطور لاون الأرمنيّ للإيقونات، وقف بوجهِه ولامَه على فعلتِه، فما كان من الإمبراطور إلّا أن أوقفه ونفاه مع تلميذَيه. كما تعرّض للاعتقال في زمن الإمبراطور ثيوفيلوس حيث بقيَ مدّة سبع سنين في الاعتقال. بعد إطلاق سراحه عُيّن رئيسًا لدير الكورة في المدينة المتملّكة وهو دير مفرز لاستقبال الرّهبان القادمين من فلسطين. قبل رقاده زوَّد رهبانه بإرشادته الأخيرة، وانتقل إلى صديقه، ميثوديوس، بطريرك القسطنطينية، وبقي معه حتّى رقاده.