أبّان حكم الإمبراطور ديوكليسيانوس (284م-305م)، ومِن بعده مكسيميانوس (305م-311م)، قبَض الجند على الشمّاس أفبلّوس فيما كان يعظ الجموع، واقتادوه إلى محكمة كاتانيا في صقليّة. فدخلها صارخًا بصوتٍ عال: “أنا مسيحيّ ولست أمانع أن أموت من أجل اسم المسيح”. فأمَر القاضي كالفيسيانوس بإدخاله، وسأله عن معنى ما يقول، فأجابه انّ هذه هي شريعة الرب. فسألَه ممّن هي؟ فقال “مِن يسوع المسيح ابن الله الحيّ”. وإذ اعتبر كالفيسيانوس هذه الاعترافات كافية، أسلَم أفبلوس للجلاّدين. ومضى الوقت ومثَل أفبلوس من جديد أمام المحكمة، وسأله القاضي: “أما زلتَ متمسكًّا باعترافاتك؟ وأين هي كُتُبك؟” فأجاب القدّيس: “إنّها فيّ” مبديًا بإشارة أنّه يحفظها عن ظهر قلب. إذ ذاك أمَر القاضي بأن يُمَدََ ويُخضع للتعذيب إلى أن يرتضي التضحية للآلهة. فقال له الشمّاس أفبلّوس “من زمان وأنا أشتهي هذه العذابات، زِد تعذيبي فأنا مسيحيّ، إنّي أعبد الآب والابن والروح القدس ثالوثًا قدّوسًا. لا إله خارجه، لتُبد الأصنام التي لم تخلق السماء والأرض، مسيحيّ أنا”. ضاعف الحاكم العذابات طالبًا منه أن يُضحّي ويُنقذ نفسه فأجاب: “بلى سأضحّي. لكنّ ذاتي هي التي أضحّي بها للمسيح الله. ليس لدي أكثر من ذلك أبذله. جهودك لا تنفع، فأنا مسيحيّ”. فأملى كالفيسيانوس الحكم بقطع رأس القدّيس لأنّه احتقر مراسيم الأباطرة. ولمّا وصل القدّيس إلى مكان الإعدام، جثا على ركبتيه وصلّى طويلاً وهو يشكر الله. ثمّ مدَّ رأسه من ذاته للجلاّد وجرى قطعه. هكذا أتمّ شهادته سنة 304 م.
طروبارية التجلي
لما تجلّيت أيّها المسيح الإله على الجبل، أظهرت مجدَكَ للتلاميذ حسبما استطاعوا، فأَطلع لنا، نحن الخطأة، نورَكَ الأزليّ. بشفاعات والدة الإله، يا مانحَ النور، المجدُ لك.
الطروبارية القدّيس العظيم في الشهداء أفبلّوس الشماس
شهيدك يا رب بجاهده نال منك الأكليل غير البالي يا إلهنا لأنه أحرز قوّتك فحطم المغتصبين وسحق بأس الشياطين الّتي لا قوة لها فبتوسلاته أيها المسيح الإله خلّص نفوسنا.