تذكار القدّيسَين الشهيدَين فوتيوس وأنيكيتوس (+ 304م)

mjoa Saturday August 12, 2023 215

القديسان الشهيدان فوتيوس و أنكتيوس و رفاقهما

عاش القدّيسان فوتيوس وأنيكيتوس في نيقوميذية، العاصمة الشرقيّة للإمبراطورية الرّومانيّة، زمن الإمبراطورَين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس. فوتيوس كان ابن أخ أو ابن أخت أنيكيتوس. في ذلك الزّمان أصدر ذيوكليسيانوس مرسوماً أوجب فيه على كلّ مواطن أن يظهر ولاءه للإمبراطور بتقديم العبادة للأصنام، وهدّد المسيحيّين بكلّ أنواع التعذيب والنّفي إلى أقصى الأرض إذا لم يذعنوا. هذا أحدث في العاصمة اضطراباً ليس بقليل. وقد عمَدَ عدد كبير من المسيحيّين إلى نكران الإله الواحد، خوفاً من العذابات، وخضعوا لأوامر قيصر، فيما قاوم الرّاسخون في الإيمان، بجرأة، كلّ تهديد. وإذ تسلّحوا بعلامة الصليب الظافر اعترفوا، بالفم الملآن، باسم المسيح وبذلوا أنفسهم للتعذيب. امتدّ الاضطهاد إلى مختلف مدن الإمبراطوريّة وتسبّب في وقوع ضحايا لا تعدّ ولا تحصى.
وعلى مدى سنتَين كان ذيوكليسيانوس يتنقّل بين تسالونيكي ونيقوميذية ليقف على سِيَر تنفيذ مراسيمه في الشأن المذكور. وقد جمَعَ المشيخة، بحضور العسكر، وأمَر بعرض أدوات التعذيب: المنجيق، والعجلة، والمشواة. مجرّد النظر إلى هذه الأدوات كان يثير الهلع. ثمّ خطَبَ في الجموع. وفيما عمّ الاضطراب الشديد، تقدّم عضو في المشيخة، الكونت أنيكيتوس، المعروف بسِعة ثقافته وحِكمته. تقدّم من الإمبراطور وتوجّه إليه بجسارة وسخرية من التهديدات الباطلة الّتي أطلقها صوناً لأوثان لاحياة فيها ولا طاقة لها على الدفاع عن نفسها. ثمّ اتّهمه بإعلان الحرب على الإله الحيّ وأنّه يجبر الناس المخلوقين على صورة الله ومثاله على السجود لحجرة منحوتة ولخشب محفور. أضاف: وحدَه المسيح هو السّيد الحقيقيّ  للسماء والأرض وبه تُعطى كلّ سلطة للملوك والحكّام، إذ هو وحده مزيّن السماء بالنجوم والأرض برونق النباتات والحيوانات خدمة للإنسان وحثّاه على تمجيد الله. أغاظ هذا الكلام الإمبراطور فاتّهم أنيكيتوس بالتجديف على الإلهة فأجابه القدّيس أيّا هي حسنات الأصنام الّتي لا يمكننا بحال، أنّ نسميها آلهة لأنّها بحاجة للنحت والتزيين. ثمّ اعترف بإيمانه بإله واحد في ثلاثة أقانيم، يسبغ على المسيحيّين نعمة الظفر على أمير هذا العالم. استبان الجمهور مائلاً إلى أنيكيتوس، ولولا تدخّل الجنرال بلاسيديس لكان الإمبراطور فتَكَ بالناس. عمَد عندها  ذيوكليسيانوس إلى جلد القدّيس وأطلق عليه أسَداً، الذي لم يؤذه. عند ذلك تمّ صلبه وعرضه للنار لكنّ المحاولة باءت بالفشل، فانضمّ إليه فوتيوس ومجّد الله معه، فأُلقيا اٌثنان بحفرة ومثلا في اليوم التالي أمام الإمبراطور، وبعد ثلاثة أيام تمّ القضاء عليهما بالنار.

طروبارية القدّيسين فوتيوس وأنيكيتوس    
شهيداك يا ربُّ بجهادهما، نالا منك الإكليل غير البالي يا إلهنا، لأنّهما أحرزا قوّتك فحطّما المغتصبين، وسحَقا بأس الشياطين الّتي لا قوَّة لها. فبتوسّلاتهم أيّها المسيح الإله خلّص نفوسنا.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share