عاش مار عبدا في زمن الإمبراطور ثيودوسيوس الصغير (412 م.) والملك يزدجرد الأولّ ملك الفرس. كان يقيم بين عبدة الأوثان. حاول جهده ليحمل النّاس على ترك الأوثان فلم ينجح. هبّت فيه الحميّة يوماً، فدخل المعبد، فيما كان يجري فيه تقديم الذبائح بحضور الملك، وقلَب النار المسمّاة مقدّسة أرضاً، فتسبّب في إحراق الهيكل. فغضب الملك لفعلَتِه غضباً شديداً، وأرسَل الجند فقبضوا عليه. سألَّه الملك: “لماذا تحتقرون وصايانا ولا تخضعون للمعتقَد الذي ورثناه عن آبائنا؟” فأجابَه مار عبدا ورفقته: “نحن لا نتّبع معتقد النّاس الذين يطلبون عبادة عدّة آلهة والعناصر والنور، وهم يحتقرون العالم بأسره. نحن نعبد مبدِع الكون، وله وحده نقدّم الخلائق التي جعلها في خدمتنا. نحن نريد أن تكرّمنا خلائق الله لذلك نعبد خالقَها ونكرّمه”. لم يدرك الملك، تماماً، معنى ما قاله مار عبدا ورفاقه، لكنّه أمرَهم أن يعيدوا بناء مذبح النار المقدّسة الذي حطّموه، وإلاّ سوف يهدم لهم كنائسهم فامتنعوا، فسلّمهم إلى المعذّبين ثمّ فتَك بهم.
وقد قضى إلى جانب مار عبدا سبعة كهنة وسبع عذارى وتسعة شمامسة، بينهم بنيامين، شمّاس القدّيس الخاصّ الذي نعيّد له في الثالث من تشرين الأوّل. وباستشهاد مار عبدا ورفقته، انطلقت موجة اضطهاد المسيحيّين دامت ثلاثين عاماً. تعيّد له الكنيسة ولرفاقه الشهداء في اليوم الخامس من أيلول (18 أيلول حساب شرقي- عن كتاب “سير القديسين ” لقدس الأرشمندريت توما بيطار – دير مار يوحنّا دوما)