تذكار القدّيس توما الرّسول المجيد (+ القرن الأوّل الميلاديّ)

mjoa Friday October 6, 2023 221

thomas هو أحد تلاميذ الربّ يسوع المسيح الإثني عشر المُقال له التوأم. يُعرف في إنجيل يوحنّا، بصورة خاصّة، من خلال ثلاثة مواقف: الأوّل بعد ما جاء رسول وأخبر السيّد بأنّ لعازر مريض وأراد السيّد أن يذهب ليشفيه، وأوضح للتلاميذ أنّ لعازر مات، فانبرى توما دون بقيّة سائر التلاميذ ليقول للباقين: “لنذهب نحن أيضاً لكي نموت معه”. ويشير موقفه هذا إلى ثلاثة أمور: حميّة الرّسول في اتّباع المسيح أنّى تكن المجازفة، واشتياقه إلى معاينة عمل الله، وكونه إنسان قلب لا يرى الأمور بعين العقل بقدر ما يراها بعين الحسّ والعاطفة، من هنا جوابه العفَويّ الحماسيّ هذا. أمّا الموقف الثاني فنقرأه في الاصحاح الرّابع عشر من إنجيل يوحنّا حيث قال الربّ يسوع للتلاميذ: “في بيت أبي منازل كثيرة … أنا أمضي لأعدّ لكم مكاناً….” وهنا انبرى توما وقال “يا سيّد لسنا نعرف أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق”. وهنا تظهر شخصيّة توما على أنّه إنسان واقعيّ وحسيّ تعني الأمور لديه ما تشير إليه، وهو في هذا الأمر عبرانيّ لا غشّ فيه ولذلك يطلب الفهم ولا يشاء أن يمرّ كلام السّيد غامضاً، مرور الكرام. لذلك يسأل ويستوضح ولا يستحي، هو إنسان من دون عُقد. يقاطع المتكلّم وحتّى يزعج السّامعين. والموقف الثّالث فيتمثّل في إصرار الرّسول على وضع يده في جنب المعلّم، وهذا نقرأه في الاصحاح العشرين من إنجيل يوحنّا. وهو بذلك يتصرّف وكأنّه عاتِب على السيّد الذي أتى في غيابه. توما الذي أبدى عناداً يكاد يكون صبيانيّاً هو إيّاه مَن انكسر إلى آخر حدود الانكسار عندما عايَن مجد الربّ وهو أوّل من هتف بيسوع: “ربيّ وإلهيّ”. يقول التقليد أنّه بعد العنصرة اتّجه توما إلى بلاد الهند للبشارة وأمّا تفاصيل الخدمة هناك فليست بثابتة. جُلّ ما نعرفه أنّه هدى الكثيرين إلى النّور الإلهيّ ومن بينهم أميرات. ويقال أنّ الأمير مسداوس أراد أن ينتقم منه لأنّه عمّد زوجته تاريتانا، فأرسَل جُنده وطعنوه فمات. تجدر الإشارة إلى أنّ للرّسول توما ذِكراً مميّزاً لدى الأحباش وقيل أنّه بشّر الفرس وبلغ الصّين، حتّى الألمان يقولون أنّه نقل لهم الإيمان.

الطروبارية
استقَيتَ إلهيًّا مجرى اللّاهوت السَّني، من جنب المسيح  المطعون بالحربة، يا رسولاً إلهيًّا. فلحُسنِ العبادة كلامَ الله زرعتَ،  كشعاعٍ سماويّ في الهند قد أشرقتَ. أيا توما الرّسول، يا زينةً إلهيَّةً.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share