تذكار القدّيس الحارث (أريثا) الشهيد العظيم ورفاقه في نجران(+523م)

mjoa Tuesday October 24, 2023 217

hareth كان الحارث رأسًا على مدينة نجران وجوارها، في شمالي اليمن، مسيحيًّا يسلُك في مخافة الله، يسوس مدينته بالحكمة والدراية ويشهد له الجميع بالفضل والفضيلة. وكان قد تقدّم في السِنّ كثيرًا عندما واجه سيف الإستشهاد. وخبَر استشهاده أنّ المتولّي على مملكة سبأ، أو المملكة الحميريّة، أي بلاد اليمَن، آنئذٍ، كان يهوديًّا اسمه ذو النؤاس. هذا كان في صراع مع ملك الحبشة المجاورة، كالب (ألبسان) المسيحيّ. ولمّا كان ذو النؤاس يخشى جانب مدينة نجران اليمنيّة أن تعين عدوّه عليه، بسبب وحدة الإيمان بين نجران والحبشة عزَم على محو المسيحيّة من هناك، وحشَد لذلك قوّات كبيرة من العسكر، وأتى فحاصر المدينة. لكنّ نجران صمدت. فأخذها بالحيلة. ولمّا دخلها أعمل السيف في رقاب بنيها. وكان يأتي بالناس إليه ويخيرّهم بين الموت ونكران المسيح. وأوّل مَن مثَل لديه في المحاكمة شيخ نجران، الحارث، وقد جيء به محمولًا لأنّه كان قد بلغ الخامسة والتسعين من العمر. وقف الحارث أمام الغازي فأبدى شجاعة فائقة، واستعداداً تامّاً لأن يموت من أجل اسم الرّب يسوع ولا ينكره. وكان مع الحارث جمع من الناس بلغ عددهم أربعة الآف ومئتين وثلاثة وخمسين. فلمّا رأى ذو النؤاس أنّ ثني هذا الشيخ عن مسيحيّته أمر مستحيل، أمَر به فقطعوا هامته. وكما أبدى الحارث مثل هذه الأمانة أبدى رفاقه أيضًا، فتسارعوا الواحد بعد الآخر وأخذوا يسِمون أنفسهم على الجبهة بدم شيخهم وكبيرهم استعدادًا للموت. فما كان من ذي النؤاس الباغي سوى أن قتلهم جميعًا بحدّ السيف.

طروبارية القدّيس حارث
تمجَّدتَ بجهاد حسن العبادة اللائق، وحطّمتَ بحماسك شرّ قاتلي المسيح، لذلك أيّها الكليّ الغبطة الحارث قدّمت للمسيح اعتناق شهداء لا يتزعزع، بما أنك قائدٌ ومدرّبٌ إلهيّ. فالمجد لمَن وهبَك القوّة، المجدُ لمَن توّجك، المجد للفاعل بك الأشفية للجميع.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share