تذكار القدّيس أبينا البار نيقون الدّاعي إلى التوبة

mjoa Sunday November 26, 2023 285

nikonوُلد القدّيس نيقون في عائلة إقطاعيّة في مدينة طرابزون في الجزء الشمالي الشرقيّ من تركيا على البحر الأسود حوالي العام 920 للميلاد. أرسَله أبوه يومًا ليستطلع أحوالَ أرزاقه، فعاين بأمّ عينه ما عليه الفلّاحون من بؤس فهالَه الأمر، وقرّر أن يزهد بالحياة فارتحَل عن والدَيه غفلة وذهب إلى دير اسمه “الحجَر الذهبيّ” بين إقليمَي البنطس وبافلاغونيا. ومنذ دخوله، أُعطي الإسكيم الكبير لأنّ رئيس الدير قبِل بشأنه علامة من عند الله أثناء خدمة القدّاس الإلهيّ، كما بان مثالًا في الطاعة والصّبر والتواضع، وأجاد في الأصوام والأسهار والصّلوات. ضاعف أصوامه وصلواته ويبدو أنّه كان يذرف الدّموع مدرارًا. استمرّ في النسك مدّة اثني عشر عامًا، وبإيعاز من رئيس الدير، خرج محدّثًا الشعب عن رحمة الله وداعيًا إلى التوبة. طافَ في الأرض على رجلَيه عاريَ القدَمين في ثوب حقير لا يقتات إلّا من بقول الأرض. قضى سبع سنوات في جزيرة كريت، ساهم خلالها مساهمة فعّالة في إحياء الكنيسة فيها بعدما كان الجهل سيّد الموقف والفضائل المسيحيّة محتقرة ومستهانًا بها. جالَ بضع سنوات في بَرّ الأناضول وبين جزر البليونونيز. ثابر على تعليم الناس وشفاء المرضى سنوات إلى أن مرض وشارف على الرّحيل إلى حيث تاقَت نفسه منذ البدء، جمَع  تلاميذه ومعاونيه وأخبرهم بالتفصيل بكلّ ما جرى له في حياته، ما كابده من جهادات وما أجرَته نعمة الله على يده من آيات لا تُعَدّ ولا تحصى. وبعدما أكمل عهدَه لأبنائه استودعهم رحمة الله ورفع يديه إلى السماء وأسلم الرّوح.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share