القدّيس كورنيليوس الدمشقيّ (القرن الخامس)

mjoa Sunday December 3, 2023 268

all_saintsورد ذكر القدّيس كورنيليوس مع سيرة القدّيس ثيوذولوس الرهّاوي، لكنّنا آثرنا إيراده منفردًا للتعريف به. قال عنه البطريرك مكاريوس الزعيم أنّه أرضى الله بأعمال حسنة وانتقل إلى الربّ بسلام.
المعلومات المتوافرة تفيد أنّ القدّيس ثيوذولوس الرهّاوي بعدما تقدّم في نُسكه على العمود سنوات، قضّته رغبة أن يعرف ما إذا كانت طريقة حياته مرضيّة لله أم لا، فرجى ربّه أن يعرّفَه بمَن يُشبهه في حياة الفضيلة. وإن هي سوى أيّام حتّى جاءه صوت من السماء أن يذهب إلى دمشق، إلى رجل بارّ اسمه كورنيليوس. فنزل عن عموده للحال وقصد دمشق. فلمّا بلغَها، بحث عن الرّجل فوجده لأنّ كورنيليوس كان معروفًا لتقواه. وإذ دخل إليه سجد لديه فعجب كورنيليوس منه. سأله ثيوذولوس بإلحاح أن يعرّفه بسيرته لمنفعة نفسه، وبالجهد أخبره كورنيليوس أنّه لمّا كان في العالم امتهن المسرح وعاشر المستهترين وسارَ سيرة ملتوية زمانًا ليس بقليل. ثمّ، فجاة، استبّد به وخز الضمير عنيفًا، فارتعد من الدينونة العتيدة في اليوم الأخير، ثمّ عزم على التوبة. وفيما كان متفكّرًا في ما عساه يفعل بثروته. كيف يوزّعها على الفقراء والمساكين، إذ به يلتقي امرأة بارعة الجمال تستعطي. كان على زوجها دَين مقداره 400 مثقال من الذّهب. وإذ لم يكن لديه ما يوفيه ألقاه أصحاب الدَّين في السّجن، فهامَت زوجته على وجهها حزينة يائسة. فلمّا عرف كورنيليوس بحالها رقّ لها وأعطاها كلّ ما يملك وسألها أن تصلّي من أجله. وعلى الأثر انصرف إلى التوبة والنسك، فلمّا سمع  ثيوذولوس بسيرة هذا الأب المفضال، شكر الله أنّه دلّه عليه وعاد إلى مقرّه مكبّرًا متعزّيًا متثبّتًا في ما خرج هو نفسه من أجله. ويقال أنّ الأبوَين أكملا سيرتهما مرضيّين لله إلى أن انتقلا إلى الربّ بسلام.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share