القدّيس البار نيقون الكييفي المدعوّ اليابس

mjoa Monday December 11, 2023 227

all_saintsكان راهبًا، وقع في أيدي التتار. جاء ذووه بمال جزيل ليفتدوه فقال لهم: “لا تضيّعوا مالكم عبثًا، لو شاء الربّ الإله أن أكون طليقًا لما أسلمني لأيدي الأشرار”. فانصرف ذووه خائبين وأمّا التتريّ الذي كان قابضًا عليه، غضب لأنّه أفسد عليه فرصة الرّبح، فصار يعذّبه دون هوادة، طيلة ثلاث سنوات.
خشيَ التتريّ على نيقون أن يهرب فقطع له أوتار رجليه ليمنعه من الرّكض وجعله تحت الحراسة. بعد ذلك بيومين كان آسروه جالسين بقربه والسلاح بأيديهم، فجأة، عند الساعة السادسة، اختفى من أمامهم وسمعوا صوتًا يقول: “سبّحوا الربّ من السموات”، وإذ به يحطّ في كنيسة القدّيسة والدة الإله، في دير المغاور في كييف، تمامًا فيما كان الرّهبان يقيمون الذبيحة الإلهيّة، ركض الجميع إليه وسألوه كيف جاء إليهم، فلم يجبهم. عاينوا الحديد في رجليه وعاينوا جراحه، وأخيرًا كشف لهم حقيقة أمره. لم يسمح لهم بنزع السلاسل إلّا بعد إصرار. بعد أيّام حضر التتريّ آسره إلى كييف لترتيب معاهدة سلام مع الحكّام فيها. وبعدما تمّ له ما أراد جاء إلى دير المغاور، فوجد نيقون هناك فارتجّت نفسه وأخبر بكلّ ما كان له معه. اهتدى واعتمد هو وعائلته وترهّب، وسلك بالتوبة متتلمذًا لنيقون، وجعل نفسه عبدًا له بملء إرادته إلى أن رقد بسلام. كان نيقون إنسانًا رؤيويًّا وصانع عجائب، رقد بسلام في 11 كانون الأول سنة 1101م. وقد دعي ڊ”اليابس” لهزالة جسده ونقصان دمه، فأضحى كالعود اليابس.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share