القدّيس البار جرمانوس مبشّر الألاسكا والقدّيسان الشهيدان جوفانال وبطرس (+ القرن الثامن العاشر الميلاديّ)

mjoa Wednesday December 13, 2023 304

سنة 1741م جرى اكتشاف جزر الآليوت في ألاسكا. أضحت الأرض الجديدة مستعمرة روسية. بناء على طلب الإمبراطورة كاترين الثانية، اختير جرمانوس الرّاهب مع اثنين من الرّهبان المبتدئين ليتوجّهوا مرسَلين ومبشّرين إلى الأرض الجديدة.
وُلد جرمانوس في موسكو سنة 1756م ترهّب في لافرا الثالوث القدوس، القدّيس سرجيوس رادونيج وهو في سِنّ السادسة عشرة. لبِس الإسكيم الرّهباني باسم جرمانوس وهو في سِنّ السابعة والعشرين، انتقل إلى دير بلعام عند بحيرة لادوغا. تتلمَذَ على أب معرّف روحانيّ معروف هو نازاريوس الذي كان أبًا روحيًّا للقدّيس سيرافيم ساروفسكي. ثمّ تنسّك وصار لديه تلاميذ. سنة 1792م سافر في عداد إرساليّة التبشير، وبعد سنة وصل إلى جزيرة كودياك في ألاسكا. باشَرَ المرسَلون عملهم ولاقوا تجاوبًا من شعب الأليوت، في غضون سنة اقتبل سِرّ المعمودية سبعة آلاف شخص وأقاموا ألفًا وخمسمائة إكليل زواج. تنقّل المرسَلون بين الجزر الجليديّة بصعوبة قاسية، وكانوا يَدعون سكّانها إلى ترك أوثانهم والتخلّي عن تعدّد الزوجات والعادات الوثنيّة، واقتبال الإنجيل. واجهوا بعض المقاومة واستُشهد أحدهم، جوفانال، سنة 1976م. سنة 1796م اختير الأرشمندريت يواصاف أسقفًا على ألاسكا لكنّه غرق في البحر فيما بعد. القدّيس جرمانوس وحده بقي على رأس الارساليّة. بالإضافة إلى الصعوبات البيئيّة وأخطار السَّحَرة الوثنيّين المحلّيين، كان على جرمانوس أن يواجه الممارسات اللّاأخلاقية التي أجازها المستعمِرون الرّوس لأنفسهم في استغلال البلاد. جرمانوس ورفقته باتوا حماة لشعب الأليوت في مواجهة جشع التجّار والمستغلّين. الشِّركة الرّوسية الأمريكيّة المتولّية استثمار المستعمرة الجديدة، ضغطت بشدة على المرسَلين، فاضطرّ ثلاثة من المرسَلين إلى التخلّي عن عملهم البشاريّ ولم يبقَ غير جرمانوس وحيدًا. أقام في جزيرة قاحلة صغيرة بالقرب من كوباك سمّاها بلعام الجديدة، اتّخذ لنفسه قلّاية خشبيّة فقيرة عرضة لقسوة الطبيعة، مارس الأصوام الطويلة، اعتاد أن يحمل على ظهره سلّة حديديّة وزنها ثمانية كيلوغرامات، واظب على السّهَر والصلاة، واجَه الأفكار السمجة وتجارب الشيطان، كان بحوزته نسخة من كتاب الفيلوكاليا. بنى كنيسة صغيرة كان يجمع المؤمنين الجدد فيرتّل لهم ويعظهم بكلمة الله. في الصّيف كان يعلّم الصبية بعض مبادئ الزراعة، وكان يطوف بالناس ويساند المرضى إثر وباء تفشّى في كودياك، ويصلّي على الرّاقدين. لمّا شاخ فقَد بصرَه لكنّ الرّب الإله عوّض له بمعاينة الملائكة، تعاطى الأشفية مرّات. رقد جرمانوس بسلام في الرّب في 15 تشرين الثاني سنة 1836م عن عمر يناهز الحادية والثمانين. القديس جرمانوس هو شفيع المسيحيّين في ألآسكا والكنيسة الأرثوذكسيّة في أمريكيا. أُعلنت قداسته في 9 آب سنة 1970م. أمّا بطرس الأليوتي فهو أوّل شهيد محلّي قضى على يد الإسبان والمرسَلين الكاثوليك الذين حاولوا إجباره وإجبار الآخرين معه على قبول الإيمان الكاثوليكيّ.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share