القدّيسة البارّة فيلوثي

mjoa Monday February 19, 2024 229

 philotheaوُلدت ونشأت في أثينا اليونانيّة. وُلدت في عائلة تُعتبر من العائلات المعروفة بنبلها وغناها وتقواها. عانت أمّها العقم لكنّها أبت أن تلجأ إلى الأطبّاء ولم تشأ استعمال الأدوية. اتّكلت على الله وحده ولاذت بوالدة الإله، صلّت بحرارة إليها حتّى تحمل وحدث لها ما طلبت فأنجبَت فتاة أسمتها راغولا (فيلوثي).
لمّا بلغت الفتاة الثانية عشرة، شاء والداها زفّها إلى أحد أعيان المدينة فلم تشأ لأنّها كانت ترغب بحياة التوحّد ولكنّها رضخت لهما في النهاية. كان زوجها فظًّا وطاغيةً في تعاطيه معها، فكابدت وصبرت وسعت إلى إصلاحه عبثًا ولكنّه مات بعد زواجه بثلاث سنوات. عادت إلى منزل والدايها وفي نيّتها أن تسلك بالحياة الرهبانيّة، حاول أهلها حملها على الزواج مرّة ثانية لكنّها رفضت الأمر فرضخا لها. وفي سِنّ الخامسة والعشرين رقد والداها فأخذت تسلك في نسك متزايد، صومًا وصلاةً وسهرًا. بنَت ديرًا للنساء باسم القدّيس أندراوس المدعوّ أولًّا بين الرّسل، هناك اجتمع إليها رهط من الفتيات وفَدن من عائلات غنيّة وفقيرة معًا، واتّخذت اسم فيلوثي كما ضمّت إليها خادماتها في بيت أبيها. أقامت العديد من المستوصفات والمضافات وأسّست مدارس الأولاد واهتمّت بحماية الفتيات المعّرضات للتحوّل إلى الإسلام إمّا عنوة وإمّا تحت ضغط الصعوبات المعيشيّة.
كان للدّير في كيا، في البحر الإيجي، بيت تابع للدير كانت القدّيسة تنقل إليه الرّاهبات اللواتي تعذَّر عليهنّ البقاء في أثينا لسبب أو لآخر. ولمّا زاد بشكل كبير عدد الرّاهبات بنت ديرًا آخر في باتيسيا. ضاق الأتراك فيها ذرعًا فاقتحموا ديرها وانهالوا عليها ضربًا، فعانت من الآلام المبرّحة، ممّا أدّى إلى رقادها في السنة 1589م. رفاتها لا زالت محفوظة في كاتدرائيّة أثينا.

0 Shares
0 Shares
Tweet
Share