وُلد القدّيس أنينوس في خلقيدونيا. كان قصير القامة كزكّا العشّار، لكنّه كان عظيمًا في الرّوح والإيمان. خرج من العالم وسكَن قرب نهر الفرات في كوخ صغير. هناك كفّر عن خطاياه وصلّى إلى الربّ الإله، بصحبة معلّمه مايوم أوّلًا ثمّ بعد وفاة معلّمه وحيدًا. ملأ بئرًا فارغة بقوّة الصلاة كما شفى مرضى عديدين من أوجاعهم وروّض حيوانات برّية. وقد كان له أسد مرَوَّض يقوم بخدمته. كذلك كانت له بصيرة حسنة. كان أنينوس مفرِطًا في العطاء. من أخباره أنّ أسقف قيصرية الجديدة هداه حمارًا يعينه على نقل الماء من النهر فقدّمه إلى أحد الفقراء أتاه شاكيًا. فأرسَلَ إليه حمارًا ثانيًا ففعل الشيء نفسه. ولمّا حانت ساعة وفاته أتاه موسى النبيّ وهارون الكاهن ونادوه كاشفين له أنّ ساعته قد دنت، هذا كشفه القدّيس لتلاميذه ثمّ أسلم الروح. كان قد بلغ من العمر مائة سنة وعشر.